للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْألكَ مِنْ فَضْلِكَ العَظِيمِ؛ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلَا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلَا أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إِنْ كنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ -ويسميه- خَيرًا (١) لَيْ فِي دِيْنِي وَدُنْيَايَ، وَمَعَاشِي، وَعَاقِبَةِ أَمْرِي، وَفِي الأُمُورِ كُلِّهَا عَاجِلِهَا وَآجِلِهَا، فَاقْدُرْهُ لِي، وَيَسِّرْهُ لِي، وَبَارِكْ لِي فِيْه. وَإِنْ كنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ شَرًا (٢) لي فِي دِيْني وَدُنْيَايَ، وَمَعَاشِي، وَعَاقِبَةِ أَمْرِي، وَفِي الأُمُورِ كُلِّهَا عَاجِلِهَا وَآجِلِهَا، فَاصْرِفْهُ عَنِّي، وَاصْرِفْني عَنْهُ، وَاقْدُرْ لِي الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، وَرَضِّنِي بِقَضَائِكَ، إِنَّكَ عَلَى كُل شَيءٍ قَدِيْرٌ" (٣). ويستخيرُ هلْ يحجُّ العامَ أو غيرَه أو لا يحجُّ؟ إن كانَ الحجُّ نفلًا (٤). وأما الفرضُ فواجبٌ فورًا -كما تقدم- (٥). ويصلي في منزلِه ركعتين عندَ توجهِه (٦). ثم يقولُ: "اللهُمَّ هذَا دِيني وَأهلي ومَالي ووَلَدِي وديعةٌ عندكَ" (٧)، "اللَّهُمَّ


(١) كذا في الأصل. ولعل الأشبه: (خيرٌ) بالرفع خبر أنَّ.
(٢) كذا في الأصل. ولعل الأشبه: (شرٌّ) بالرفع خبر أنَّ.
(٣) هذا الحديث رواه المصنف بالمعنى. وجمع لفظه من عدة روايات، خصوصًا في محل كون الأمر خيرًا. فهي عند البخاري، من حديث جابر بلفظ: "في دِيني وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ"، أخرجه في كتاب الدعوات، باب الدعاء عند الاستخارة (٦٣٨٢) ٥/ ٢٣٤٥. وهي عند الطبراني في الأوسط من حديث عبد الله بن مسعود بلفظ: "فِي دِيْنِي وَدُنْيَايَ" (٣٧٢٣) ٤/ ١٠٦. كما أن تسمية الحاجة في رواية البخاري بعد الدعاء، وفي رواية الطبراني في منتصفه كما ذكر المصنف.
(٤) يعني: أن تقع الاستخارة على وقت الحج لا على نفس الحج، فإنه خير لا شر فيه.
(٥) في أول الباب.
(٦) جاء من حديث أبي هريرة عن النبي قال: "إِذَا خَرَجْتَ مِنْ مَنْزِلِكَ فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ تَمْنَعَانِكَ مَخْرَجَ السُّوءِ، وَإِذَا دَخَلْتَ مَنْزِلَكَ فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ تَمْنَعَانِكَ مَدْخَلَ السُّوءِ". أخرجه البزار (٨٥٦٧) ٢/ ٤٤٤، قال الهيثمي: رجاله موثوقون. مجمع الزوائد ٢/ ٥٧٢. وقال الألباني: رجاله ثقات رجال البخاري. السلسلة الصحيحة ٣/ ٣١٥، وله شاهد عند الطبراني في الكبير عن ابن مسعود أن رجلًا استأذن النبي في تجارة إلى البحرين فقال له: "صَلِّ رَكْعَتَيْنِ" (١٠٤٦٩) ١٠/ ٣٠٢. قال الهيثمي: "رجاله موثوقون" مجمع الزوائد ٢/ ٥٧٢. وصلاة ركعتين عند السفر مروية عن علي وابن عمر. انظر: مصنف ابن أبي شيبة ٢/ ٥٠٣.
(٧) لم أجده مسندًا. وذكر النووي في الأذكار ١٨٦. قريبًا منه: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَحْفِظُكَ وَأَسْتَوْدِعُكَ نَفْسِي وَدِيْنِي وَأَهْلِي وَأَقَارِبِي وَكُلُّ مَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَيْهِمْ بِهِ مِن آخِرَةٍ وَدُنْيَا فَاحْفَظْنَا جَمِيْعًا مِنْ كُلّ سُوءٍ يَا كَرِيْمٍ" ولم يخرِّجْه.

<<  <  ج: ص:  >  >>