للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

زالَ قبلَه لم يجزئهُ (١)؛ لقدرتِه على المبدلِ قبلَ الشروع في البدلِ. ومنْ يُرجَى برؤُه لا يستنيبُ، فإنْ (فَ) ــــعـ (ــــلَ) لمْ يجزئْه (٢). ويسقطُ الحجّ والعمرةُ عمَّن لم يجدْ نائبًا (٣).

ومنْ لزمَه حجٌّ أو عمرةٌ بأصلِ الشرعِ، أ (وْ) بإيجابِه على نفسِه، فَـ (ــــمَاتَ) قبلَ الفعلِ، فرَّطَ بتأخيرِه لغيرِ عذرٍ، أو … (٤) لمرضٍ يرجَى برؤُه، أو لحبسٍ، أو أسرٍ، أو نحوِه، أو (قَبْلَ أَنْ يَسْتَنِيْبَ) لعجزٍ، وخلَّفَ مالًا (وَجَبَ أَنْ يُدْفَعَ مِنْ تَرِكَتِه) مالًا بقدرِ الكفايةِ (لِمَنْ يَحُجُّ وَيَعْتَمِرُ عَنْهُ) (٥)، من بلده (٦)؛ لحديثِ ابنِ عباس: أن امْرأةً قالت: يا رسُولَ الله، إنَّ أمِّي نَذرَتْ أن تَحجَّ فَلمْ تحُجَّ حتَّى مَاتَتْ، أفأَحُجُّ عنها؟ قال: "نَعَمْ، حُجِّي عَنْهَا؛ أَرَأَيْتِ لَوْ كَانَ عَلَى أُمِّكِ دَيْنٌ أَكُنْتِ قَاضِيَتِيْهِ؟ اقْضُوا اللهَ فَاللهُ أَحَقُّ بِالوَفَاءِ" (٧). رواه البخاري (٨).

ويسقطُ حجٌّ عمنْ وجبَ عليهِ وماتَ قبلَه بحجِّ أجنبيٍ عنهُ، بدونِ مالٍ، ودونِ إذنِ وارثٍ (٩). ولا يسقطُ حجٌّ عن حيٍّ معضوبٍ - بعينٍ مهملَةٍ، فضادٍ معجمةٍ، وهوَ العاجزُ عنِ الحجِّ لكبرٍ أو مرضٍ لا يُرجَى برؤُه (١٠) - إذا حجَّ الأجنبيُّ


(١) انظر: المبدع ٣/ ٩٦، الإقناع ١/ ٥٤٣، معونة أولي النهى ٣/ ١٨٢.
(٢) ولو لم يبرأ بعدُ. انظر: المغني ٥/ ٢٢، الفروع ٥/ ٢٥٧، الإنصاف ٣/ ٤٠٦.
(٣) انظر: الفروع ٥/ ٢٥٦، شرح الزركشي ١/ ٤٥٦، المبدع ٣/ ٩٦.
(٤) في الأصل خفيت كلمة بسبب الخياطة. ويشبه أن تكون: (لم يفرّط؛). انظر: كشاف القناع ٢/ ٣٩٣.
(٥) انظر: المستوعب ١/ ٥١٥، المقنع ١١٠، الإقناع ١/ ٥٤٥، شرح منتهى الإرادات ١/ ٥١٩.
(٦) لأنه محلُّ تقررِ الوجوبِ عليهِ باستيفاء الشروط. وعبارة الأصحاب: "مِن حيثُ وَجبَ عَلَيهِ" وهي أصح، ولا تعارض؛ لما ذكر. انظر: المحرر ١/ ٢٣٣، الفروع ٥/ ٢٦٢، غاية المنتهى ١/ ٣٥٧.
(٧) أخرجه البخاري في كتاب الحج، باب الحج والنذور عن الميت (١٨٥٢) ٢/ ٦٥٦.
(٨) هو: الإمام أبو عبد الله، محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة البخاري الجعفي. تقدمت ترجمته في الجزء الأول.
(٩) انظر: المستوعب ١/ ٥١٥، المغني ٥/ ٢٧، الإنصاف ٣/ ٤٠٨، معونة أولي النهى ٣/ ١٨٣.
(١٠) أصل مادة العضب تدل على القطع والكسر، ومنه قيل للسيف: عضْبٌ. والرجل المعضوب: أي: زمِنٌ لا حراك به، كأن الزَّمانةَ عضَبَتْهُ ومنعته الحركة. وقال أبو الهيثم: العضب: الشلل، والعرج، والخَبَل. انظر مادة: (عضب)، المصباح المنير ٣٣٨، مقاييس اللغة ٧٥٨، لسان العرب ١/ ٦٠٩. قال السامري: "هو من كان على صفةٍ تَلحقُه المشقةُ الشديدة في ركوبِه على الراحلةِ؛ لكبرٍ، أو مرضٍ، لا يرجَى زواله". المستوعب ١/ ٥١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>