للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عن أبي هريرة مرفوعًا: "أنه صلى على طفل لم يعمل خطيئة قط، فقال: اللَّهُمَّ قه عذاب القبر، وفثنة القبر" (١)، قال في "الفروع": "ولا حجة فيه؛ للجزم بنفي التعذيب، فقد يكون أبو هريرة يرى الوقف فيهم". انتهى (٢).

وقال أيضًا ابن القيم في كتاب "الروح": "بأنه ليس المراد بعذاب القبر فيه عقوبة الطفل قطعًا؛ لأن الله تعالى لا يعذب أحدًا بلا ذنب عمله، بل المراد الألم الذي يحصل للميت بسبب غيره، وإن لم يكن عقوبة على عمله" (٣).

وقال القائلون بعدم السؤال: إنما يكون السؤال لمن يعقل الرسول والمرسِل، فيسأل: هل آمن بالرسول وأطاعه، أم لا؟ فأما الطفل الذي لا تمييز له بوجه، فـ[ـكيف] (٤) يقال له: ما كنت تقول في هذا الرجل الذي بعث فيكم؟!، ولو رد إليه عقله في القبر، فإنه لا يسأل عما لم يتمكن من معرفته والعلم به، فلا فائدة في هذا السؤال (٥).

قال ابن عبدوس (٦): "يسأل الأطفال عن الإقرار الأول حين الذرية". انتهى (٧)، والكبار يسألون عن معتقدهم في الدنيا، وعن إقرارهم الأول حين الذرية.


(١) الموطأ ١/ ٢٢٨. وأخرجه أيضًا عبد الرزاق ٣/ ٥٣٣، والبيهقي في السنن الكبرى ٤/ ٩، لكن موقوفًا على أبي هريرة . ولفظه: عن سعيد بن المسيب يقول: "صليت وراء أبي هريرة على صبي لم يعمل خطيئة قط، فسمعته يقول: اللَّهُمَّ أعذه من عذاب القبر" وصححه الألباني في تعليقه على مشكاة المصابيح رقم (١٦٨٩).
وأخرجه مرفوعًا الخطيب في تاريخ بغداد ١١/ ٣٧٤، ثم قال: "تفرد برواية هذا الحديث هكذا مرفوعًا علي بن الحسن، عن أسود بن عامر، عن شعبة، وخالفه غيره، فرواه عن أسود موقوفًا" قال الدارقطني في العلل ٩/ ٢٠٥: "وهو الصواب".
(٢) الفروع ٣/ ٣٨٥.
(٣) الروح ص ٨٨.
(٤) زيادة يقتضيها السياق، مستفادة من كتاب الروح ص ٨٨.
(٥) ينظر: الروح ص ٨٨.
(٦) هو: الفقيه، الزاهد، الواعظ، أبو الحسن، علي بن عمر بن أحمد بن عبدوس الحراني ، ولد سنة عشر، أو إحدى عشرة وخمسمائة، له كتاب "المُذْهب في المَذْهب"، وتفسير كبير. توفي سنة تسع وخمسين وخمسمائة. ينظر: ذيل طبقات الحنابلة ١/ ٢٤١، المنهج الأحمد ٣/ ١٦٩.
(٧) قاله في كتاب المُذْهب، ونقله عنه ابن حمدان في نهاية المبتدئين ص ٥٥، وفيه: "والكبار يسألون … " من تمام قوله.

<<  <  ج: ص:  >  >>