للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فائدة: في رفع اليدين إشارة إلى رفع الحجاب بينه وبين ربه (١).

(و) رفع اليدين (عند) تكبير (الركوع) فرضًا كانت الصلاة، أو نفلًا، صلى قائمًا، أو جالسًا (و) رفع اليدين (عند) تكبير (الرفع منه) أي: من الركوع (٢)؛ لحديث ابن عمر المتقدم.

(وحطهما) أي: اليدين (عقب ذلك) أي: عقب التكبير (٣).

(ووضع) يده (اليمين على) يده (الشمال) ثم يقبض (٤) بكفه الأيمن كوعه الأيسر، نص عليه (٥)؛ لأن النبي فعل ذلك (٦).

(وجعلهما) أي: اليدين (تحت سرته) لقول على أنه قال (٧): "من السُّنَّة وضع اليمنى على الشمال، تحت السرة" رواه أحمد (٨).


(١) ذكر ذلك ابن شهاب. ينظر: الفروع ٢/ ١٦٨.
وقال ابن عبد البر في التمهيد ٩/ ٢١٢: "وذلك عند أهل العلم تعظيم لله، وابتهال إليه، واستسلام له، وخضوع للوقوف بين يديه، واتباع لسُنَّة رسوله ".
وقال الشيخ ابن عثيمين في الشرح الممتع ٣/ ٢٨: "الحكمة في رفع اليدين: تعظيم الله ﷿، فيجتمع في ذلك التعظيم القولي، والفعلي، والتعبد لله بهما، فإن قولك: "الله أكبر" لا شك أنك لو استحضرت معنى هذا تمامًا، لغابت عنك الدنيا كلها؛ لأن الله أكبر من كل شيء، وأنت الآن واقف بين يدي من هو أكبر من كل شيء.
ثم إن بعض العلماء علل بتعليل آخر: أنه إشارة إلى رفع الحجاب بينك وبين الله، والإنسان عادة يرفع الأشياء بيديه، ويعمل بيديه.
وعلل بعضهم بتعليل ثالث: وهو أن ذلك من زينة الصلاة؛ لأن الإنسان إذا وقف وكبَّر، بدون أن يتحرك، لم تكن الصلاة على وجه حسن كامل. ولا مانع أن تكون كل هذه مقصودة".
(٢) ينظر: كفاية المبتدي ١/ ٤٩، الإنصاف ٣/ ٤١٧ و ٤٧٣ و ٤٨٥، شرح المنتهى ١/ ٤٥٠.
(٣) ينظر: الهداية ص ٨٧، الإقناع ١/ ٢٠٦، معونة أولي النهى ٢/ ٢٠٩.
(٤) الأنسب أن يقال: (وذلك بقبض)؛ لأن التعبير بـ (ثم) يفيد التأخر، والتراخي. ينظر: شرح ابن عقيل ٣/ ٢٢٧.
(٥) ينظر: المغني ٢/ ١٤٠، الإنصاف ٣/ ٤٢١، كشاف القناع ٢/ ٢٩١.
(٦) أخرجه مسلم من حديث وائل بن حُجْر ، في كتاب الصلاة، رقم (٤٠١)، ١/ ٣٥٧.
(٧) كذا في الأصل. ويكفي قوله: (لقول علي) عن (أنه قال).
(٨) مسند أحمد ١/ ١١٠.
ورواه أبو داود، في كتاب الصلاة، باب وضع اليمنى على اليسرى في الصلاة، رقم (٧٥٦)، ١/ ٢٠١، قال النووي في الخلاصة ١/ ٣٥٩: "اتفقوا على تضعيفه". =

<<  <  ج: ص:  >  >>