للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله: ﴿لِيُوَفِّيَهُمْ﴾ متعلق ب ﴿يَرْجُونَ﴾، أو ب ﴿لَنْ تَبُورَ﴾، أو بمضمر تقديره: فعلوا ذلك، أقوال (١).

وقال الزّمخشري: "وإن شئت جعلت ﴿يَرْجُونَ﴾ في موضع الحال أي:

وأنفقوا راجين ليوفيهم، أي فعلوا جميع ذلك لهذا الغرض"، وخبر «إنّ» قوله:

﴿إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ﴾ (٢) على معنى غفور لهم، شكور لأعمالهم (٣).

﴿وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ﴾ (٤): قيل: بتشفيعهم فيمن أحسن إليهم، قاله أبو وائل (٥)، وفي الحديث: "بتضعيف حسناتهم" (٦).

وقيل: بالنّظر إلى وجه الله الكريم (٧).

وفي قوله: ﴿إِنَّ اللهَ بِعِبادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ﴾ مع قوله: ﴿ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اِصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا﴾ (٨) كأنّه تعالى قال: "إنا علمنا البواطن، وأبصرنا الظّواهر، واصطفينا عبادا ثمّ أورثناهم الكتاب" (٩).


(١) البحر المحيط ٩/ ٣١.
(٢) فاطر: ٣٠.
(٣) انظر الكشاف ٣/ ٦١٢، والنقل بتصرف يسير.
(٤) فاطر: ٣٠.
(٥) هو شقيق بن سلمة الأسدي، أبو وائل الأسدي الكوفي، ثقة مخضرم، أدرك النبي ولم يره، يروي عن أبي بكر، وعمر، حدث عنه عمرو بن مرة، وعاصم بن بهدلة، مات في سنة ٨٢ هـ، سير أعلام النبلاء ٤/ ١٦١، طبقات خليفة ١/ ١١٤، تاريخ الإسلام ٣/ ٢٥٥.
(٦) أي ما جاء من أحاديث تضعيف الحسنات كمثل حديث تضعيف الحسنات إلى سبعمائة ضعف، وكما في ثواب الصوم انظره في حديث: عبد الله بن مسعود في المسند (١/ ٤٤٦) قال: قال رسول الله : "إن الله ﷿، جعل حسنة ابن آدم بعشر أمثالها، إلى سبعمائة ضعف، إلا الصوم، والصوم لي وأنا أجزي به، وللصائم فرحتان: فرحة عند إفطاره وفرحة يوم القيامة، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك".
(٧) البحر المحيط ٩/ ٣١.
(٨) فاطر: ٣١، ٣٢.
(٩) انظر: تفسير الرازي ٢٦/ ٢٣٩، تفسير النيسابوري ٥/ ٥١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>