للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ويداومون على تلاوته (١).

وقال مطرّف بن عبد الله بن الشّخّير (٢): "هذه آية القراء" (٣)، أو المراد: "يتبعون كتاب الله فيعملون بما فيه" (٤)، وقال الكلبي (٥): "يأخذون بما فيه". وقال السّدّي (٦):

"هم أصحاب الرسول "، وقال عطاء (٧): "هم المؤمنون" (٨).

ولما ذكرتعالى وصفهم بالخشية - وهي عمل القلب - ذكر أنّهم: ﴿يَتْلُونَ كِتابَ اللهِ﴾ وهو عمل اللسان، و ﴿وَأَقامُوا الصَّلاةَ﴾ وهي عمل الجوارح، ﴿وَأَنْفَقُوا﴾ وهو العمل المالي (٩).

وقوله: ﴿يَرْجُونَ تِجارَةً لَنْ تَبُورَ﴾ خبر «إنّ» أي: لن تكسد، ولن يتعذّر الرّبح فيها، وهو إشارة إلى الإخلاص، أي: يفعلون تلك الأفعال من: التّلاوة، وإقام /الصّلاة، والإنفاق؛ يقصدون بذلك وجه الله لا الرّياء والسمعة (١٠).


(١) انظر البيضاوي ٤/ ٤١٨، الكشاف ٣/ ٦١١.
(٢) هو مطرف بن عبد الله بن الشخير، ثقة عابد، حدث عن أبيه وعائشة، وحدث عنه الحسن البصري، وغيره مات، سنة ٩٥ هـ، انظر: السير ٤/ ١٨٦، طبقات ابن سعد ٧/ ١٤١.
(٣) الدر المنثور ١٢/ ٢٨٥، تفسير الطبري ١٩/ ٣٦٥، مصنف ابن أبي شيبة ١٣/ ٤٧٦ (٣٦٢٦٧)، الزهد لابن المبارك: ٢٧٤ (٧٩٤)، حلية الأولياء ٢/ ٢٠٣، وإسناده صحيح لغيره.
(٤) البحر المحيط ٩/ ٣١، وفيه أنها بقية قول مطرف.
(٥) محمد بن السائب بن بشر الكلبي، أبو النضر الكوفي، النسابة المفسر، مولده ووفاته بالكوفة، وهو متروك الحديث، يروي عنه ابنه هشام، أخذ عن أبي صالح، مات سنة ١٤٦ هـ الأعلام ١٣٣/ ٦، الوافي بالوفيات ٣/ ٨٣، سير أعلام النبلاء ٦/ ٢٤٨.
(٦) محمد بن مروان السدي، سمع التفسير من الكلبي، قالوا عنه: كوفي متروك الحديث توفي سنة ١٨٩ هـ، شذرات الذهب ١/ ٣٢٥، ميزان الاعتدال ٢/ ٤٤٤.
(٧) عطاء بن أبي رباح القرشي، مولاهم، أبو محمد المكي ثقة فقيه عالم، كثير الحديث، ولد سنة ١٤ هـ باليمن، حدث عن عائشة، وأبي هريرة، وعدة من الصحابة، حدث عنه مجاهد بن جبر، وعمرو بن دينار، وخلق، ومات سنة ١١٤ هـ، السير ٤/ ٧٨، الإعلام ٤/ ٢٣٥.
(٨) البحر المحيط ٩/ ٣١، والفقرة كلها بكمالها منه.
(٩) انظر: البحر المحيط ٩/ ٣١.
(١٠) البحر المحيط ٩/ ٣١، والنص به تقديم وتأخير.

<<  <  ج: ص:  >  >>