للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله : "قم، أو" اذهب "-، بئس الخطيب أنت؟ " (١)، قالوا: فكره رسول الله الوقف على المستبشع، لأنّه جمع فيه بين حالي من أطاع الله ورسوله ومن عصي، وكان حقه أن يقف على «رشد»، ثمّ يقول: "ومن يعصهما فقد غوي"، وفي الاستدلال به نظر، يأتي البحث فيه في البسملة إن شاء الله تعالى.

وكما يقبح الوقف يقبح الابتداء، وذلك نحو: ﴿إِنَّ اللهَ فَقِيرٌ﴾ (٢)، و ﴿يَدُ اللهِ مَغْلُولَةٌ﴾ (٣)، و ﴿لا أَعْبُدُ الَّذِي/فَطَرَنِي﴾ (٤)، فهذا ونحوه يحرم قصده، إلاّ إن اضطر، لكن قالوا: يجب عليه العود ليخرج من الحرمة، لكن قول حمزة: "أكره الوقوف المستبشعة"، يدل على الكراهة دون الحرمة.

وإن ثبت عنه أنّه وقف على كلّ فاصلة ولم يرجع انتفت الكراهة والحرمة، وتعيّن الجواز، في نحو: ﴿إِنِّي أَنَا اللهُ﴾، و ﴿أَنَا رَبُّكَ﴾ (٥)، ومن ثمّ قال حمزة: "ونيّة المسلم تخرجه منها"، قال الجعبري: "لأنّه حاك كلام الله، لا مخبر عن نفسه، والاحتياط العود" (٦).

وقد علم أنّه لا وقف محرم ولا لازم، خلافا لما ادّعاه السّجاوندي (٧)، بل وصل الكلّ، والوقف على كلّ كلمة مستقلة جائز، والكلام في الأولوية للأصالة والاستقلال، وذلك بناء على أنّ الفارق بين المعاني الوقف والوصل وهو غلط، إذ هو وظيفة الإعراب النّاشئ عن التّركيب، فلا يلزم من الوقف على: ﴿وَما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ﴾


(١) أخرجه مسلم (٧٤٠)، أحمد ٤/ ٢٥٦، وأبو داود (١٠٩٩، ٤٩٨١)، والنسائي ٦/ ٩٠.
(٢) آل عمران: ١٨١.
(٣) المائدة: ٦٤.
(٤) يس: ٢٢.
(٥) القصص: ٣٠، طه: ١٢ على الترتيب.
(٦) وصف الاهتداء ١/ ٣٢.
(٧) محمد بن طيفور الغزنوي، أبو عبد الله، مفسر عالم بالقراءات، ألف الوقف والابتداء والتفسير، مات سنة ٥٦٠ هـ، الأعلام ٦/ ١٧٩، الوافي بالوفيات ٣/ ١٧٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>