للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن قلت: قد أجمعوا على إدغام ﴿قُلْ رَبِّ﴾، والعلّة موجودة؟، أجاب صاحب (التّمهيد) أيضا: بأنّ الرّاء حرف مكرر منحرف، فيه شدّة وثقل، فضارع حروف الاستعلاء بتفخيمه، واللام ليس كذلك فجذب الرّاء اللاّم، جذب القوي للضّعيف، ثمّ أدغم الضّعيف في القوي على الأصل، بعد أن قوي بمضارعته بالقلب (١)، فاعلم.

وأمّا النّون: فهو أضعف من اللاّم بالغنّة، والأصل ألاّ يدغم القوي في الأضعف، ألا ترى أنّ اللاّم إذا سكنت كان إدغامها في الرّاء إجماعا، نحو: ﴿قُلْ رَبِّ﴾، ولا كذلك العكس، نحو: ﴿يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ﴾ (٢)، وكذلك إذا سكنت النّون نحو: ﴿مِنْ لَدُنْهُ﴾ (٣) كان إدغامها في اللاّم إجماعا، ولا كذلك العكس، نحو: ﴿بَلْ نَحْنُ﴾ (٤) انتهى.

وأمّا حكم لام الجلالة الشّريفة فيأتي إن شاء الله تعالى في اللاّمات من الأصول.

والنّون المتحرّكة: نحو: ﴿نَصْرُ﴾، و ﴿نَكَصَ﴾ يجب ترقيقها، خصوصا إذا لحقها ألف، نحو: ﴿أَتَأْمُرُونَ النّاسَ﴾ (٥)، فإن تكررت، ك ﴿وَنَحْنُ نُسَبِّحُ﴾ (٦) تعيّن التّحفّظ ببيانها، خصوصا إذا شدّدت، نحو: ﴿وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ﴾ (٧) وكذا يجب التّحرّز التّام من خفائها في الوقف، نحو: ﴿الْعالَمِينَ﴾، و ﴿يُوقِنُونَ﴾، وأمّا السّاكنة فيأتي البحث فيها إن شاء الله تعالى/، وكذا ﴿تَأْمَنّا﴾ بيوسف (٨).


(١) التمهيد: ١٤٢.
(٢) المنافقون: ٥.
(٣) النساء: ٤٠، الكهف: ٢.
(٤) كما في: الحجر: ١٥، الواقعة: ٦٧، القلم: ٢٧.
(٥) البقرة: ٤٤.
(٦) البقرة: ٣٠.
(٧) ص: ٨٨.
(٨) النشر ١/ ٢٢٣، الرعاية: ١٩٣، التمهيد: ١٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>