للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يبيّنونه، فإن تكرّرت اللاّم نحو: ﴿قالَ لَهُمُ﴾ (١)، وجب التّحفّظ ببيانها، خصوصا إن حصل تشديد، نحو: ﴿فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ﴾ (٢).

ومما يتأكد إظهارها في نحو: ﴿قُلْ تَعالَوْا﴾، و ﴿فَقُلْ سَلامٌ﴾، و ﴿قُلْ صَدَقَ﴾، وإدغامها في الرّاء من قوله: ﴿قُلْ رَبِّ﴾ (٣) لشدّة القرب وقوة الرّاء، وهذا ممّا لا خلاف فيه (٤).

وتدغم لام التّعريف للكلّ وجوبا في أربعة عشر حرفا، واحد منها مثلها، للتّقارب والمثلية، وهي التّاء والثّاء نحو: ﴿التّائِبُونَ﴾، و ﴿الثّاقِبُ﴾ (٥)، والدّال المهملة والظّاء المعجمة وما بينهما، نحو: ﴿الدّارُ﴾، ﴿وَالذّارِياتِ﴾، ﴿الرّازِقِينَ﴾، ﴿فَالزّاجِراتِ﴾، ﴿السَّماءِ﴾، ﴿الشّاكِرِينَ﴾، ﴿الصِّراطَ﴾، ﴿الضّالِّينَ﴾، ﴿الطَّيْرِ﴾، ﴿الظّالِمِينَ﴾، وفي النّون نحو: ﴿النَّهارِ﴾، والتّماثل، نحو: ﴿اللَّيْلِ﴾، وباقي حروف الهجاء بالإظهار للكلّ وجوبا نحو: ﴿الْبابَ﴾، ﴿الْجَمَلُ﴾، ﴿الْحُوتَ﴾، وباقيها غير خفي، وتسمّى الأولى: الشّمسية، والثّانية: المظهرة القمرية.

فإن قلت: لم أدغمت اللاّم السّاكنة في نحو: ﴿النّاسِ﴾، و ﴿فَالزّاجِراتِ﴾ وأظهرت في نحو: ﴿قُلْ نَعَمْ﴾، وكل منهما واحد؟، أجاب في (التّمهيد): بأنّ هذا فعل قد أعلّ بحذف عينه، فلم يعلّ ثانيا بحذف لامه، لئلا يصير في الكلمة إجحاف، إذ لم يبق منها إلاّ حرف واحد، و (أل) حرف مبني على السّكون، لم يحذف منه شيء ولم يعلّ بشيء، فلذلك أدغم (٦).


(١) كما في: آل عمران: ١٧٣، يونس: ٨٠، طه: ٦١، ٩٠، الشعراء: ٤٣، ١٠٦، ١٢٤، ١٤٢، ١٦١، ١٧٧.
(٢) كما في: البقرة: ٧٩، مريم: ٣٧، ص: ٢٧، الزخرف: ٦٥، الذاريات: ٦٠.
(٣) الآيات على الترتيب: الأنعام: ١٥١، الأنعام: ٥٤، آل عمران: ٩٥، المؤمنون: ٩٣.
(٤) النشر ١/ ٢٢١، الرعاية: ١٨٨.
(٥) التوبة: ١١٢، والطارق: ٣ على الترتيب.
(٦) التمهيد: ١٤٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>