للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحلواني، وافقهم الحسن والأعمش، وقرأ بالتحقيق والمد هشام أيضا من طريق الحلواني من طريق ابن عبدان.

وكذلك الحكم في ﴿أَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ﴾ و ﴿أَإِفْكاً﴾ (١) إلاّ أنّ جماعة ذكروا الفصل بالألف لهشام من طريق الحلواني بلا خلاف (٢).

وقرأ «المخلصين» (٣) بفتح اللاّم نافع وعاصم وحمزة والكسائي، وكذا أبو جعفر وخلف، وافقهم الأعمش.

وأمال ﴿لِلشّارِبِينَ﴾ (٤) ابن ذكوان بخلف عنه كما في بابها.

واختلف في ﴿يُنْزَفُونَ﴾ (٥) هنا و «الواقعة» فحمزة والكسائي، وكذا خلف بضمّ الياء وكسر الزّاي في الموضعين من: «أنزف الرجل» إذا ذهب عقله من السّكر فهو «نزيف ومنزوف»، وكان قياسه «منزف» ك «مكرم»، و «نزف الرجل الخمرة» فأنزف هو، ثلاثيّة متعد ورباعيّة بالهمز قاصر، وهو نحو: «كبيته» ف «أكبّ»، و «قشعت الريح السحاب فأقشع» أي: دخلا في الكبّ والقشع، ويقال: «أنزف» أيضا، أي: نفذ شرابه، قاله في (الدر)، وافقهم الأعمش، وقرأ عاصم كذلك في الواقعة فقط للأثر، وقرأ الباقون بضمّ الياء وفتح الزّاي فيهما من «نزف الرجل» ثلاثيا مبنيّا للمفعول بمعنى: سكر وذهب/عقله أيضا، وبذلك قرأ عاصم هنا قيل: هو من قولهم:" نزفت الرّكية "، أي: نزحت ماءها، والمعنى أنّه لا تذهب خمورهم بل هي باقية أبدا، وضمن «ينزفون» معنى يصدون عنها بسبب النزيف.


(١) الصافات: ٥٢، ٨٦.
(٢) الهمزتين من كلمة ٢/ ١٨٠.
(٣) الصافات: ٤٠، النشر ٢/ ٣٥٨، مفردة الحسن: ٤٥٣، مصطلح الإشارات: ٤٤٩، إيضاح الرموز: ٦١٩.
(٤) الصافات: ٤٦، النشر ٢/ ٣٥٨، المبهج ٣/ ٢٥٠.
(٥) الصافات: ٤٧، الواقعة: ١٩، النشر ٢/ ٣٥٨، المبهج ٢/ ٧٨١، مصطلح الإشارات: ٤٤٩، إيضاح الرموز: ٦١٩، الدر المصون ٩/ ٣٠٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>