للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعدمه يبيّن أنّه غير مجزوم، وأجيب: بأنّه في بعض الصور يلتبس فاطّرد الحذف، بيانه: أنّك إذا قلت:" زرني أعطيك "بثبوت الياء احتمل أن يكون" أعطيك "جزاء لزيارته، وأن يكون خبرا مستأنفا، فإذا قلت:" أعطك "بحذفها تعيّن أن يكون مجزوما له، فقد وقع اللّبس بثبوت حرف العلّة، وفقد بحذفه فيقال: حرف العلة يحذف عند الجازم لا به، أو مذهب ابن السراج أنّ الجازم أثّر في نفس الحرف فحذفه، ويحتمل أن «يتقي» مرفوع غير مجزوم، و «من» موصولة، والفعل صلتها، فلذلك لم يحذف لامه، واعترض على هذا بأنّه قد عطف عليه مجزوم، وهو قوله: ﴿وَيَصْبِرْ،﴾ فإنّ قنبلا لم يقرأه إلاّ بسكون الرّاء، وأجيب: بأنّ التسكين لتوالي الحركات، وإن كان من كلمتين كقراءة أبي عمرو ﴿يَنْصُرْكُمُ﴾ و ﴿يَأْمُرُكُمْ﴾ (١)، وبأنّه جزم على التّوهم، يعني لما كانت «من» الموصولة تشبه «من» الشرطية، وهذه عبارة فيها غلط على القرآن فينبغي أن يقال: فيها مراعاة الشّبه اللفظي، ولا يقال للتوهم، وأجيب أيضا: بأنّه سكّن للوقف ثمّ أجري الوصل مجرى الوقف، /وبأنّه إنّما جزم حملا ل «من» الموصولة على «من» الشرطية لأنّها مثلها في المعنى ولذلك دخلت الفاء في خبرها، قاله في (الدر) (٢)، وروى ابن شنبوذ عن قنبل حذفها في الحالين، وهو رواية الزينبي وابن عبد الرزاق والشّطّي (٣)، وغيرهم، والوجهان صحيحان عنه، ووافق ابن محيصن من (المفردة) من رواية أبي معشر قنبلا في الإثبات في الحالين وروى عنه غيره منها الحذف في الحالين كالباقين.

وفتح ياء الإضافة من ﴿إِنِّي أَعْلَمُ﴾ (٤) نافع وابن كثير وأبو عمرو، وافقهم ابن محيصن واليزيدي.


(١) آل عمران: ١٦٠، البقرة: ٦٧.
(٢) الدر المصون ٦/ ٣٥٣.
(٣) في جميع المخطوطات ما عدا الأصل [اليقطيني].
(٤) يوسف: ٩٦، النشر ٢/ ٢٩٧، المبهج ٢/ ٦٥١، مصطلح الإشارات: ٣٠٥، إيضاح الرموز: ٤٦٦، مفردة الحسن: ٣٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>