للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتعجبا من قدرته على خلق مثله، واتفقوا كلهم على الوقف بغير ألف إلاّ ما رواه الجعبري عن الأعمش من إثباتها في الحالين وهو خلاف ما في (المصطلح) وكتاب القباقبي (١).

وعن ابن محيصن ضم باء «﴿رَبِّ السِّجْنُ﴾» (٢) والجمهور على كسر الباء لأنّه مضاف لياء المتكلم اجتزئ عنها بالكسرة، وهي الفصحى، ورفع نون ﴿السِّجْنُ﴾ على أنّه مبتدأ، والخبر ﴿أَحَبُّ،﴾ والسجن: الحبس، والمعنى دخول السجن، وتقدم ب «البقرة» (٣).

واختلف في ﴿رَبِّ السِّجْنُ﴾ (٤) فيعقوب بفتح سين هذه اللفظة خاصة على أنّه مصدر، أي: الحبس أحب، و ﴿إِلَيَّ﴾ متعلق ب ﴿أَحَبُّ،﴾ وفي الحقيقة ليست «أفعل» على بابها من التفضيل لأنّه لم يحب ما يدعونه إليه قط، وإنّما هذان شرّان فآثر أحد الشّرين على الآخر، وقرأ الباقون بالكسر، وخرج بقيد ﴿رَبِّ السِّجْنُ﴾ قوله تعالى ﴿وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ﴾ و ﴿يا صاحِبَيِ السِّجْنِ﴾ و ﴿فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ﴾ (٥) المتفق على كسر سينهن لأنّ المراد بهنّ المحتبس وهو المكان يحبس فيه، ولا يصح أن يراد به المصدر بخلاف الأوّل فإنّ إرادة المصدر فيه ظاهرة، ولهذا قالوا: أراد يعقوب بفتحه أن يفرّق بين الاسم والمصدر، نبّه عليه في (النّشر).

وعن الحسن «لتسجننّه حتى حين» (٦) بالخطاب فيكون خاطب بعضهم بعضا بذلك، ويحتمل أن يكون خوطب به العزيز تعظيما له.


(١) مصطلح الإشارات: ٣٠٠، الدر المصون ٦/ ٤٩٣.
(٢) يوسف: ٣٣، المبهج ٢/ ٦٤٤، إيضاح الرموز: ٤٥٩، مصطلح الإشارات: ٣٠٠، الدر المصون ٦/ ٤٩٣.
(٣) سورة البقرة: ١٢٦، ٣/ ١٤٠.
(٤) يوسف: ٣٣، النشر ٢/ ٣٩٥، الدر المصون ٩/ ١٨.
(٥) يوسف: ٣٣، ٣٦، ٣٩، ٤٢ على الترتيب.
(٦) يوسف: ٣٥، مصطلح الإشارات: ٣٠٠، إيضاح الرموز: ٤٦٠، الدر المصون ٩/ ١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>