للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واختلف في ﴿حاشَ لِلّهِ﴾ (١) فأبو عمرو بألفين ألف بعد الحاء وألف بعد الشّين في كلمتي هذه السّورة وصلا على أصل الكلمة وبحذف الألف الثّانية، وقفا اتباعا للرسم، وافقه اليزيدي وابن محيصن والمطّوّعي، وعن/الحسن «حاش الإله» في الموضعين بلام ساكنة بعد فتحة الشّين بعدها همزة مكسورة ولام مفتوحة بدل ﴿لِلّهِ﴾ في قراءة الجمهور ففكّه عن الإدغام، وهو مصدر أقيم مقام المفعول، ومعناه المعبود، وحذفت الألف من ﴿حاشَ﴾ للتخفيف، قاله ابن عطية وصاحب (اللوامح)، وتعقب بأنّه لا يتعين حذف الألف إلاّ أن ينقل عنه أنّه يقف في هذه القراءة بسكون الشّين فإن لم ينقل عنه في ذلك شيء فيحتمل أن تكون الألف حذفت لالتقاء السّاكنين، [إذ] (٢) الأصل: «حاشا الإله» ثمّ نقل فحذف الهمزة وحرّك اللاّم بحركتها، ولم يعتدّ بهذا التحريك لأنّه عارض، كما يحذف في نحو: "نخشا الإله"، ولو اعتد بالحركة لم تحذف الألف، وأجيب بأنّ الظاهر أنّ الحسن يقف في هذه القراءة بسكون الشّين، ويستأنس له بأنّه ورد عنه سكونها في رواية أخرى وصلا ووقفا كأنّه أجرى الوصل مجرى الوقف فلمّا جيء بشيء محتمل ينبغي أن يحمل على ما صرح به، انتهى، وقرأ الباقون ﴿حاشَ﴾ بحذف الألف اتباعا للرسم، ولمّا طال اللفظ حسن تخفيفه بالحذف، ونقل الفرّاء أنّ الإتمام لغة بعض العرب والحذف لغة أهل الحجاز، وقد عدّ النّحاة ﴿حاشَ﴾ من الأدوات المترددة بين الحرفية والفعلية فإن جرّت فهي حرف وإن نصبت فهي فعل ماض مأخوذ من «الحشا» الناحية (٣)، وهي من أدوات الاستثناء، ولم يعرف سيبويه فعليتها، وعرفها غيره وموضوعها التنزيه والبراءة، والمعنى جاءت يوسف البشر لحريته وعفته، أو تنزيها لله من صفات العجز


(١) يوسف: ٣١، ٥١، المبهج ٢/ ٦٤٥، النشر ٢/ ٢٩٥، مفردة الحسن: ٣٣١، إيضاح الرموز: ٤٥٩، مصطلح الإشارات: ٢٩٩، الدر المصون ٩/ ١٤، البحر المحيط ٦/ ٢٦٩، كنز المعاني ٤/ ١٧٧٨، المحرر الوجيز ٣/ ٢٦٢، مصطلح الإشارات: ٢٩٨، إيضاح الرموز: ٤٥٩.
(٢) زيادة من الدر ٦/ ٤٨٨ يقتضيها السياق.
(٣) أي أنه صار في الحشا أي ناحية.

<<  <  ج: ص:  >  >>