للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لأبي عمرو، والفتح أصح رواية، والإمالة أقيس، وافقه اليزيدي في الإمالة والفتح والقراءة، وقرأ حفص بحذف الياء من غير إمالة فلم يضفه، نداء للبشرى، أي: أقبلي، وقرأ أبو بكر وحمزة والكسائي، وكذا خلف بإمالة الرّاء محضة وحذف ياء الإضافة، وافقهم الأعمش، والإمالة لأبي بكر من طريق العليمي من أكثر طرقه، والفتح طريق يحيى بن آدم/من جمهور طرقه، والوجهان صحيحان عن أبي بكر.

وأمال ﴿مَثْواهُ﴾ (١) حمزة والكسائي، وكذا خلف، وافقهم الأعمش، وقرأ ورش من طريق الأزرق بالفتح والتقليل، والباقون بالفتح.

واختلف في ﴿هَيْتَ﴾ (٢) فنافع وابن ذكوان وكذا أبو جعفر بكسر الهاء وياء ساكنة وتاء مفتوحة، ففتح الهاء وكسرها لغتان، ومن فتح التّاء بناها على الفتح تخفيفا نحو:

أين وكيف؟، ولهشام فيها خلف فالحلواني عنه من جميع طرقه بكسر الهاء وهمزة ساكنة وتاء مفتوحة، وهي التي قطع بها في (التّيسير) ولم يذكر في (العنوان) ولا كلّ من ألّف في القراءات من المغاربة عن هشام سواها، لكن في (جامع البيان) وفاقا لأبي علي الفارسي في كتاب (الحجة) له توهيم الحلواني في ذلك، وعلله بكون هذه الكلمة إذا همزت صارت من التهيء، والخطاب من المرأة ليوسف، ولم يتهيأ لها بدليل قوله ﴿وَراوَدَتْهُ﴾ و ﴿أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ﴾ وأيضا فإنّه لم يزل يفر منها ويتباعد عنها وهي تراوده وتطلبه وتقدّ قميصه فكيف يخبر أنّه تهيأ لها؟، وأجيب: بأنّ القراءة صحيحة وراويها غير واهم، ومعناها تهيأ لي أمرك لأنّها لم تكن تقدر على الخلوة به في كلّ وقت، أو يكون المعنى حسنت هيئتك، و (لك) متعلق بمحذوف على سبيل البيان كأنّها قالت: القول لك أو الخطاب كهي في "سقيا لك"، وروى الدّاجوني


(١) يوسف: ٢١.
(٢) يوسف: ٢٣، المبهج ٢/ ٦٤٤، مفردة ابن محيصن: ٢٥٣، النشر ٢/ ٢٩٤، التيسير: ١٢٨، العنوان: ١١١، إيضاح الرموز: ٤٥٧، مصطلح الإشارات: ٢٩٧، الحجة ٤/ ٤١٦، جامع البيان ٣/ ١٢٢٧، الدر المصون ٦/ ٤٦٤، شرح الفاسي على الشاطبية ٣/ ٤٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>