للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقرأ ابن ذكوان وهشام من مشهور طرق الدّاجوني عن أصحابه عنه، وعاصم وحمزة والكسائي وكذا روح وخلف بتحقيق الهمزتين من غير «ألف» بينهما، ووافقهم الحسن والأعمش.

وقرأ هشام من طريق الجمّال عن الحلواني بتحقيقهما وإدخال «ألف» بينهما، فصار لهشام ثلاثة أوجه: التّسهيل بين بين مع «الألف» من طريق ابن عبدان وغيره عن الحلواني، والتّحقيق مع «الألف» من طريق الحمال عن الحلواني، والتّحقيق من غير «ألف» من مشهور طرق الدّاجوني، وعن ابن محيصن بهمزة واحدة مقصورة قال في (الدر):" والأصل في همزة ﴿أَأَنْذَرْتَهُمْ﴾ الاستفهام وهو هنا غير مراد إذ المراد التّسوية " (١) فهي للتعدية، قال ابن عطية:" لفظه لفظ الاستفهام ومعناه الخبر، وإنّما جرى على لفظ الاستفهام لأنّ فيه التّسوية التي في الاستفهام ألا ترى أنّك إذا قلت مخبرا: "سواء عليّ قمت أم قعدت وإذا قلت مستفهما: "أخرج زيد أم قام؟ "، فقد استوى الأمران عندك، هذان في الخبر وهذان في الاستفهام، وعدم علم أحدهما بعينه فلمّا عمّتهما التّسوية جرى على الخبر لفظ الاستفهام لمشاركته إيّاه في الإبهام فكلّ استفهام تسوية وإن لم تكن كلّ تسوية استفهاما " (٢)، قال (٣):" وهو كلام حسن "، ولكن تعقبه أبو حيّان في قوله ﴿أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ:﴾ لفظه لفظ الاستفهام ومعناه الخبر بما معناه:" أنّ هذا الذي صورته صورة استفهام ليس معناه الخبر لأنّه يقدّر بمفرد " (٤)، قال السمين:" وعلى هذا فليس هو وحده في معنى الخبر لأنّ الخبر جملة وهذا في تأويل مفرد، وهي مناقشة لفظية " (٥) انتهى.

والهمزة في قراءة ابن محيصن همزة «أفعل»، وأمّا التي للتّسوية فمحذوفة.


(١) الدر المصون ١/ ١٠٥.
(٢) المحرر الوجيز ١/ ٧٧.
(٣) الدر المصون ١/ ١٠٥، وقال أبو حيان في البحر المحيط ١/ ١٧٤:" وهو «حسن» ".
(٤) البحر المحيط ١/ ١٧٥.
(٥) الدر المصون ١/ ١٠٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>