للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مع إجراء المدّ والقصر، وقيل: فيما اختلف فيه من ذلك ستة أوجه: بين بين مع المدّ والقصر، واتباع الرّسم على رأيهم بمحض الواو والياء مع المدّ والقصر أيضا والحذف معهما أيضا، وقيل: ذلك في ﴿جَزاؤُهُ﴾ مع زيادة التّوسط، وربما قيل:

مع ذلك بالروم والإشمام في الهاء ولا يصحّ فيه سوى بين بين لا كما سبق، وقد يتعذر الحذف الذي ذهبوا إليه في مواضع كثيرة نحو: ﴿إِسْرائِيلَ﴾ و ﴿جاؤُكُمْ﴾ فإنّ حقيقة اتّباع الرّسم في ذلك يمتنع ولا يمكن فإنّ الهمزة إذا حذفت بقيت الواو والياء ساكنين والنّطق بذلك متعذر فلم يبق إلاّ الجمع بين ياءين وواوين على تقدير أنّ المحذوف واو البنية، ولا يصحّ ذلك رواية ولا يوافق حقيقة الرّسم على رأيهم فلم يبق سوى التّسهيل بين بين " (١)، قاله في (النّشر)، ووافقه الأعمش.

وقرأ ﴿أَأَنْذَرْتَهُمْ﴾ (٢) بتسهيل الهمزة الثّانية بين بين، وإدخال ألف بينهما قالون وأبو عمرو وهشام/من طريق ابن عبدان وغيره عن الحلواني وكذا أبو جعفر، ووافقهم اليزيدي، وقرأ ورش من طريق الأصبهاني وابن كثير وكذا رويس بتسهيلها أيضا من غير إدخال ألف بينهما، واختلف عن ورش من طريق الأزرق فسهّلها عنه كذلك صاحب (العنوان) كالطّرسوسي وغيرهما، وأبدلها عنه «ألفا» خالصة صاحب (التّيسير) وغيره، وذكر الوجهين الشّاطبي وغيره، وإذا أبدلت «ألفا» مدّت للسّاكنين.

وقد طعن الزّمخشري في هذه من جهة أنّها تؤدي إلى الجمع بين السّاكنين على غير حدّهما، ولأنّ تخفيف مثل هذه الهمزة إنّما هو بين بين (٣)، وهذا منه ليس بصواب لثبوت هذه متواترة.

وقد أجاز الكوفيون الجمع بين السّاكنين على غير الحدّ الذي اختاره البصريون، ويكفي مذهبهم في ذلك.


(١) النشر ١/ ٥٤٠، والنقل بتصرف يسير.
(٢) البقرة: ٦، المبهج ٢/ ١٣، إيضاح الرموز: ٢٦٣، العنوان: ٤٤، التيسير: ٣٢.
(٣) الكشاف ١/ ٨٨، قال: وحده أن يكون الأول حرف لين والثاني حرفا مدغما نحو: (الضالين).

<<  <  ج: ص:  >  >>