للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإذا وقف على ﴿عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ﴾ (١) لحمزة فله السّكت على «الميم» وعدمه مع تسهيل الهمزة الثّانية وتحقيقها معهما أربعة أوجه.

وأمّا ما حكي من إبدال الثّانية «ألفا» مع السّكت وعدمه فضعيف، وكذا حذف إحدى الهمزتين معهما لإتباع الرّسم، ووافقه الأعمش بخلف، وقد يلغز بها فيقال:

أين أتى تسهيل الثّانية من الهمزتين المتلاصقين عن حمزة؟، فافهم.

وأمال ﴿أَبْصارِهِمْ﴾ (٢) أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصّوري والدّوري عن الكسائي، ووافقهم اليزيدي،" وإنّما أجاز إمالتها مع الصّاد لأنّ الرّاء المكسورة تغلب المستعلية لما فيها من التّكرير " (٣) قاله البيضاوي، وقرأ ورش من طريق الأزرق بالتقليل كقالون من (العنوان)، وقرأ الباقون بالفتح على الأصل، وبه قرأ ورش من طريق الأصبهاني.

وعن الحسن «عشاوة» (٤) ب «عين» مهملة مضمومة، وعنه أيضا الضّم والفتح مع الغين المعجمة، والجمهور بالغين المعجمة المكسورة.

وأدغم تنوين ﴿غِشاوَةٌ﴾ في «واو» / ﴿وَلَهُمْ﴾ بغير غنّة خلف عن حمزة اتّباعا لأصل الإدغام، ووافقه المطّوّعي.

وأدغم «نون» ﴿مِنَ﴾ في «ياء» ﴿يَقُولُ﴾ بغير غنّة كذلك الدّوري عن الكسائي من طريق أبي عثمان الضّرير كخلف والمطّوّعي، وكذا حكم ما شابه ذلك، وقرأ الباقون بالغنّة فيهما وهو الأفصح، وهو بمنزلة صوت الإطباق الموجود مع الإدغام


(١) البقرة: ٦، النشر ١/ ٤٨٩.
(٢) البقرة: ٧، العنوان: ٦١، وهي انفرادة ليست من طرق النشر.
(٣) تفسير البيضاوي ١/ ٢١.
(٤) البقرة: ٧، الوجوه الثلاثة مذكورة في مفردة الحسن: ٢١٠، إيضاح الرموز: ٢٦٣، مصطلح الإشارات: ١٣٦، القراءات الشاذة: ٢٧ وقال:" الغشاوة بالغين المعجمة مضمومة ومفتوحة هي الغطاء، وبالعين المهملة المفتوحة سوء البثر بالليل والنهار "، وانظر: معجم القراءات ١/ ٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>