للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوله:

إن الكذاب الذي أكاد به ... أهون عندي من الذي نقله

الكذاب, في الحقيقة, مصدر كاذب يكاذب كذابًا, وأصله أن يقع من اثنين. يقال: كاذب فلان فلانًا إذا تباريا في الكذب, وهذا يصح في بيت أبي الطيب إذا حمل على أن القوم يتبارون في الكذب عليه ليزيد بعضهم على بعضٍ.

وقوله:

فلا مبالٍ ولا مداجٍ ولا ... فانٍ ولا عاجز ولا تكله

فلا مبال؛ أي فلا أنا مبالٍ, ولا مداجٍ وهو من المداجاة؛ أي المساترة والمنافقة, وهو مأخوذ من دجا الليل يدجو, وأصل الدجى إذا أريد به الليل أن يكون من ذوات الواو, فأما بيت الصائد فيقال له: دجية, ويقال للصادة: بنو الدجى, قال الهذلي: [المتقارب]

فصادفن إذا عرمضٍ طاميًا ... به ابن الدجى لاصقًا كالطحال

وقوله: لا فان؛ أي لست بعالي السن قد أفناني الكبر. ومن روى: ولا وانٍ فهو من ونى في الشيء إذا قصر فيه. والتكلة الذي يتكل على الناس في أموره, وأصل هذه التاء: واو, وهو وكلة فجعلت الواو تاءً, كما قالوا: تخمة وهي من الوخامة.

وقوله:

وداعٍ سفته فخر لقى ... في الملتقى والعجاج والعجله

دارع: رجل عليه درع, والواو تدل على رب, وسفته أي ضربته بالسيف فخر أي سقط, ولقى أي ملقى وجمعه ألقاء. قال الشاعر: [الخفيف]

فتأوت له قراضبة من ... كل حي كأنهم ألقاء

<<  <   >  >>