يقول: لا تحسبوا ربعكم أول قتيلٍ قتله فراقكم؛ فإنكم قد قتلتم نفوسًا كثيرة وأطلالًا متقدمة؛ أي إنكم إذا سرتم عن الربع فقد خلا منكم وزال جماله وبهجته, فكأنه قد مات أو قتل.
وقوله:
خلا وفيه أهل وأوحشنا ... وفيه صرم مروح إبله
يقول: خلا منكم وفيه أهل سواكم؛ فلا فضيلة له ولا بهجة. وأوحشنا إذ رحلتمت عنه. وفيه صرم؛ أي بيوت من بيوت الأعراب ليست بالكثيرة, وهذا الصرم يروح إبله. وجمع الصرم: أصرام, قال النابغة الذبياني:[البسيط]
لا ترجروا مكفهرًا لا كفاء له ... كالليل يخلط أصرامًا بأصرام
وقوله:
لو سار ذاك الحبيب عن فلكٍ ... ما رضي الشمس برجه بدله
يقول: هذا الحبيب لو سار عن فلكٍ لم يرض البرج الذي سار عنه الشمس بدلًا به. والبروج التي في السماء وافقت أسماء البروج التي في (١٥٧/أ) أولها الحمل وآخرها الحوت؛ كما وافق اسم الحمل, الذي هو البرج, اسم الحمل الذي هو ولد الضائنة, والأسد من النجوم اسم الأسد الذي يفترس في الأرض. يقول: لو سار هذا الحبيب عن برجٍ من بروج السماء لم يرض برجه بالشمس بدلًا منه؛ لأن الشمس برجها الأسد, وليس ذلك لغيرها من الطالعات.