وقوله:
وسامع رعته بقافيةٍ ... يحار فيها المنقح القوله
المنقح الذي يخلص الشيء من غيره. ومن كلام العرب القديم: خير الشعر الحولي المنقح, ويستعمل بالخاء أيضًا, والتنقيخ يعبرون عنه بالتصفية والتنقية, ومن قولهم: ماء نقاخ؛ أي صافٍ, قال الشاعر: [الطويل]
فإن شئت حرمت النساء سواكم ... وإن شئت لم أطعم نقاخًا ولا بردًا
وقيل: النقاخ: البارد. وقيل: إنه أراد بالبرد النوم. والقولة: الذي يكثر القول.
وقوله:
مستحييًا من أبي العشائر أن ... أسحب في غير أرضه حلله
يقال: استحييت بياءين واستحيت بياء واحدة, وقد مر تفسير ذلك في حرف الراء.
وقوله:
أسحبها عنده لدى ملكٍ ... ثيابه من جليسه وجله
الحلة لا تكون إلا من ثوبين, وقيل لأعرابي: تمن, فقال: خضله ونعلين وحله؛ يعني بالخضلة: المرأة, وقيل: الخضلة: النعمة, وأنشدوا: [الطويل]
إذا قلت إن اليوم يوم خضلةٍ ... ولا شرز لاقيت الأمور البجاريا
الشرز: الشر, والبجاري: الدواهي. وادعى أن ثياب هذا الممدوح وجلة من جليسه؛ لأنها تخاف أن يخلعها عليه؛ فينتقص بذلك شرفها؛ لأنها إذا كانت على الممدوح فهي أشرف منها إذا كانت على غيره.
وقوله:
وبيض غلمانه كنائله ... أول محمولٍ سيبه الحمله
يقول: بيض غلمان هذا الرجل كنائله؛ لأنه يهبهم فيحملون المال وغيره إلى الجليس, والحملة: جمع حامل, وهم الغلمان الذين يحملون المواهب.