لو خلط المسك والعبير بها ... ولست فيها لخلتها تفله
التفلة ضد العطرة. يقول: لو خلط المسك والعبير بمنازلك بعد أن تفارقيها لخلت أنها تفلة لم تقرب من طيبٍ.
وقوله:
أنا ابن من بعضه يفوق أبا الـ ... ـباحث والنجل بعض من نجله
خرج من التشبيب إلى الافتخار, ولم يتصنع لذلك؛ لأن عادته جرت أن يتصنع لخروجه من النسيب إلى سواه. والنجل: الولد, ومن نجله أي ولده. والمعنى: أنا ابن من بعضه يفوق أبا الباحث؛ أي الذي يبحث عن نسبي وأصلي. وبعضي (*) يفوق أباه وأنا بعض أبي.
وقوله:
وإنما يذكر الجدود لهم ... من نفروه وأنفدوا حيله
يقول: أنا افتخر بنفسي؛ وإنما يفتخر بجدودٍ من القوم من ليس له فضيلة في نفسه؛ فهو مفتقر إلى فضيلة آبائه. وأصل المنافرة أن الرجلين كانا يحتكمان إلى من عرف بالرئاسة والصدق؛ فيقولان له: أي نفرينا أفضل؟ فإذا فضل أحدهما على الآخر فالمغلوب منفور, قال الأعشى لما ذكر منافرة عامر بن الطفيل وعلقمة بن علاثة إلى هرم بن سنان:[السريع]