تبوأت المنزل إذا نزلت به, والمنزل مباءة, ويقال: بوأ إليه الرمح إذا هيأه للطعنة. وأصل باء أن يكون في معنى رجع. وقيل للمنزل: مباءة؛ لأن الرجل يرجع إليه, قال أبو ذؤيب في صفة النحل: [الطويل]
تنمى بها اليعسوب حتى أقرها ... إلى عطنٍ رحب المباءة عاسل
وقوله:
من عبيدي إن عشت لي ألف كافو ... رٍ ولي من يديك ريف ونيل
جمع الثلاثة في هذا البيت: كافورًا والريف والنيل, وزعم أن الممدوح إن عاش له فمن عبيده ألف مثل كافور, وله من نداه ريف ك ريف مصر, ونيل كنيلها الذي يسقي تلك البلاد ويغني عن المطر في مواضع كثيرة. ويقال لكل ما دنا من الأمصار: ريف؛ وكأنه مأخوذ من اللين والسهولة؛ لأن المواضع البعيدة من المياه والمدن تشتد بها المعيشة. وفي بابل نهر يقال له: النيل كأنه مشبه بنيل مصر.
وقوله:
ما أبالي إذا اتقتك المنايا ... من دهته حبولها والخبول
الخبول: جمع خبلٍ وهو يستعمل في أشياء كثيرة, وليس يخرج عن معنى الفساد والنقصان.
يقال: بنو فلان يطالبون غيرهم بخبلٍ؛ أي بقطع أيد وأرجلٍ, وقال متمم بن نويرة: [الطويل]
وكل فتى في الناس بعد ابن أمه ... كذاهبة إحدى يديه من الخبل
وأصل الخبل والخبال من هذا اللفظ, والحبول: جمع حبلٍ وهي الداهية, وبيت كثيرٍ ينشد على وجهين, وهو: [الطويل]
فلا تعجلي يا عز أن تتبيني ... بنصحٍ أتى الواشون أم بحبول
ويروى بالخاء, والقافية من المتواتر.