وقوله:
وسوى الروم خلف ظهرك روم ... فعلى أي جانبيك تميل
يقول: أعداؤك كثير, وليس الروم أعداءك دون غيرهم فلأيهم تقاتل.
وقوله (١٥٦/ب):
قعد الناس كلهم عن مساعيـ ... ـك وقامت بها القنا والنصول
أصل القعود ضد القيام, ثم قيل لكل من تخلف عن أمرٍ: قد قعد عنه. يقول: تخلف كل أحد عن مساعيك؛ فكأنهم قعود عنها؛ فيجوز أن يكون قعودهم باختيارهم, أو أنهم قعدوا لعجزهم عن بلوغ ما أرادوه, وقامت بها القنا والنصول؛ أي التي معك لأنك تعملها في الحرب, وغيرك لإعمالها مطرح.
وقوله:
ما الذي عنده تدار المنايا ... كالذي عنده تدار الشمول
يقول: أنت مشغول بالحرب والملوك شغلهم بالراح. والشمول من صفات الخمر لأنها تشمل برائحتها, وقيل لأنها تعصف بالعقل كعصف الشمال, ويقال: رجل مشمول الخلائق إذا حمد, ويستعمل الشمول في معنى الذم, قال زهير: [الوافر]
جرت سنحًا فقلت لها أجيزي ... نوى مشمولة فمتى اللقاء
وقوله:
نغص البعد عنك قرب العطايا ... مرتعي مخصب وجسمي هزيل
يقول: مرتعي مخصب بعطاياك, وقد نغصها علي أني بعيد منك, فجسمي هزيل لذلك.
وقوله:
إن تبوأت غير دنياي دارًا ... وأتاني نيل فأنت المنيل