للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوله:

كلما صبحت ديار عدو ... قال تلك الغيوث هذي السيول

يقول: هذه النعم إذا صبحت ديار العدو قال: تلك الغيوث التي هي نعم على قوم حدثت منها سيول هي نقم على آخرين؛ لأن السيل يغرق.

وقوله:

دهمته تطاير الزرد المحـ ... ـكم عنه كما يطير النسيل

العدو يقع على الواحد والجميع, وقد أوقعه على الواحد في هذا البيت, ودهمته؛ أي جاءته بغتة, وتطاير في معنى تطير؛ كما قالوا: باعد في معنى بعد, وعالى رحله في معنى علاه, قال الشاعر: [الطويل]

رأيت غرابًا واقعًا فوق بانةٍ ... ينتف أعلى ريشه ويطايره

والنسيل والنسال: ما سقط من ريش الطائرة أو وبر البعير أو نحو ذلك.

وقوله:

وإذا الحرب أعرضت زعم الهو ... ل لعينيه أنه تهويل

الهول كل ما يهول الإنسان. والتهويل يستعملونه في الشيء الذي يعظم وليس هو كذلك؛ وإنما هو على سبيل المكر والخديعة؛ يقال: هول عليه بالسيفس؛ أي أوهمه أنه يريد ضربه به, وليس في نيته أن يفعل. والرواية الصحيحة: أنه تهويل, والهاء راجعة إلى الهول, ومن روى أنها على التأنيث فالهاء راجعة إلى الحرب, والمعنى صحيح. ويقوي التذكير أن زعم للهول؛ فوجب أن يرجع الضمير إليه, ويقوي الرواية الأخرى أن أعرضت للحرب؛ فحسن أن يؤنث الضمير لأنه إلى الحرب يعود.

وقوله:

وإذا غاب وجهه عن مكانٍ ... فبه من نثاه وجه جميل

<<  <   >  >>