(٢) سفيان بن عيينة: مولى محمد بن مزاحم الإمام الهلالي حافظ العصر، مولده بالكوفة سنة سبع ومئة، طلب الحديث وهو حدث؛ بل غلام، ولقي الكبار وحمل عنهم علمًا جمًّا، وأتقن وجوَّد وجمع وصنَّف وعمَّر دهرًا، وازدحم الخلق عليه، وانتهى إليه علوُّ الإسناد، ورُحِل إليه من البلاد، وألحق الأحفاد بالأجداد، قال مجاهد بن موسى: سمعت ابن عيينة يقول: ما كتب شيئًا إلا حفظته قبل أن أكتبه. ومن كلامه رحمه الله: العلم إذا لم ينفعك ضرك. عاش إحدى وتسعين سنة. [السير للذهبي ٨/ ٤٥٤ - ٤٧٥]. (٣) عبد العزيز بن أبي رواد: اسم أبيه ميمون، وقيل: أيمن بن بدر مولى الأمير المهلب بن أبي صفرة الأزدي المكي، قال ابن المبارك: كان من أعبد الناس. وقال يوسف بن أسباط: ... فبينا هو يطوف حول الكعبة إذ طعنه المنصور بأصبعه، فالتفت فقال: قد علمت أنها طعنة جبار. وقال أبو عبد الرحمن المقرئ: ما رأيت أحدًا قطُّ أصبر على طول القيام من عبد العزيز بن أبي رواد. توفِّي سنة تسع وخمسين ومئة. [السير للذهبي ٧/ ١٨٤ - ١٨٧].