وقال العقيلي: "وأبو بكر هذا حدث بأحاديث لا أصل لها، ويحيل على الثقات".
وقال ابن عدي: "والذي رويتُ للداهري من هذه الأحاديث التي ذكرتها، فكلها لا يتابع أحدٌ الداهري عليه".
وقال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن يوسف بن صهيب إلا عبد الله بن حكيم، وهو أبو بكر الداهري، تفرد به سعيد بن سليمان".
وقال ابن عبد البر: "عبد الله بن حكيم هو: أبو بكر الداهري: مدني، مجتمع على ضعفه".
قلت: إسناده واهي، أبو بكر الداهري: متروك، وقد خولف في إسناده:
فرواه أبان، عن قتادة، عن ابن بريدة، عن يحيى بن يعمر، عن ابن عباس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ثلاثة لا تقربهم الملائكة: الجنب، والسكران، والمتضمخ بالخلوق".
أخرجه البزار (١/ ٦٢٨/ ١١٢٨ - مختصر الزوائد).
قال: حدثنا العباس بن أبي طالب: ثنا أبو سلمة: ثنا أبان به.
ثم قال: "رواه غير العباس بن أبي طالب مرسلًا، ولا نعلمه يُروى عن ابن عباس إلا من هذا الوجه، وروي عن عمار نحوه".
قلت: وهذا كافٍ في إعلال هذه الرواية، فإن العباس بن جعفر بن عبد الله بن الزبرقان، أبا محمد بن أبي طالب: بغدادي صدوق، وفي تفرده بهذا عن أبي سلمة التبوذكي موسى بن إسماعيل: نظر، فإن أبا سلمة واسع الرواية، كثير الحديث والأصحاب، وأبو سلمة: بصري، وذاك: بغدادي.
هذا إذا كان قد تفرد به، لكنه قد خولف فيه فرواه غيره مرسلًا، كما قال البزار.
• ووجه آخر يُعَلُّ به هذا الحديث:
فقد رواه أبو عوانة [الوضاح بن عبد الله اليشكري: ثقة ثبت]، عن قتادة، عن ابن بريدة، عن يحيى بن يعمر، عن ابن عباس، بهذا موقوفًا.
أخرجه البخاري في التاريخ الأوسط (٢/ ٢٠٩)، وفي التاريخ الكبير (٥/ ٧٤)، والعقيلي في الضعفاء (٢/ ٦٣٤ - ط حمدي السلفي)، وابن عدي في الكامل (٤/ ١٤٠).
قال العقيلي: "حديث أبي عوانة أولى"، يعني: من حديث الداهري.
وهذا إسناد صحيح إلى ابن عباس؛ فهو موقوف بإسناد صحيح.
• وقد خولف فيه عبد الله بن بريدة:
فرواه عطاء بن أبي مسلم الخراساني، عن يحيى بن يعمر، عن عمار بن ياسر، مرفوعًا بمعناه.
ورواه عمر بن عطاء بن أبي الخوار، عن يحيى بن يعمر، عن رجل، عن عمار بن ياسر، مرفوعًا وليس فيه موضع الشاهد.
تقدم تخريجه برقم (٢٢٥)، فالله أعلم.