قال الطَّبراني:"لم يروه بهذا التمام إِلَّا شيبان، تفرد به: آدم".
وقال الحاكم:"هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه".
قلت: شيبان بن عبد الرحمن التيمي النحوي أبو معاوية، وإن كان ثقة؛ إِلَّا إنه تفرد بهذه الزيادة:" ... ، والقسوة والغفلة، والعيلة والذلة والمسكنة، وأعوذ بك من الفقر والكفر، والفسوق والشقاق والنفاق، والسمعة والرياء، وأعوذ بك من الصمم والبكم، ... "، ولم يتابعه عليها أحد ممن روى الحديث عن قتادة، لا سيما هشام الدستوائي، أحد الحفاظ الثلاثة المقدَّمين في قتادة، كما أنه لم يتابع عليها ممن روى الحديث عن أنس، فقد روى هذا الحديث عن أنس بنحو لفظ الدستوائي عن قتادة؛ جماعة من أصحاب أنس، منهم: سليمان التيمي، وعمرو بن أبي عمرو، وشعيب بن الحبحاب، وعبد العزيز بن صهيب، وحميد الطويل [راجع: تخريج أحاديث الذكر والدعاء (٣/ ١١٢٥/ ٥٦٣) و (١/ ٣٦٦ / ١٧٧)].
وعليه: فإن حديث شيبان عن قتادة: حديث غريب، والله أعلم.
* * *
١٥٥٥ - قال أبو داود: حَدَّثَنَا أحمد بن عبيد الله الغداني: أخبرنا غسان بن عوف: أخبرنا الجريري، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري، قال: دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم المسجد، فإذا هو برجل من الأنصار يقال له: أبو أمامة، فقال:"يا أبا أمامة، ما لي أراك جالسًا في المسجد في غير وقت الصلاة؟ "، قال: همومٌ لزمتني، وديونٌ يا رسول الله، قال: أفلا أعلِّمُك كلاما إذا أنتَ قلتَه أذهبَ الله همك، وقضى عنك دَينَك؟ "، قال: قلت: بلى يا رسول الله، قال: "قل إذا أصبحت وإذا أمسيت: اللَّهُمَّ إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال"، قال: ففعلت ذلك، فأذهب الله همي، وقضى عني ديني.
* حديث غريب
سبق تخريجه في تخريج أحاديث الذكر والدعاء (١/ ٣٦٧/ ١٧٧).
أخرجه من طريق أبي داود: البيهقيّ في الدعوات (٣٠٥)، والمزي في تهذيب الكمال (٢٣/ ١٠٦)، وابن حجر في نتائج الأفكار (٢/ ٣٩٧). التحفة (٣/ ٤٥٨/ ٤٣٤٠)، المسند المصنف (٢٨/ ٥٢٧/ ١٢٩٢١)].
قال أبو عبيد الآجري: "سألت أبا داود عن غسان بن عوف، الذي يحدث عن الجريري بحديث الدعاء، فقال: شيخ بصري، وهذا حديث غريب".