وفي رواية ابن مكتوم: "قال ابن داود: بلغني أن الثوري سأل هانئ عن هذا الحديث".
وزاد زيد بن أخزم في آخره: "قال لنا ابن داود: هذا الحديث بعشرة أحاديث".
* ورواه عبد الملك بن محمد الرقاشي [أبو قلابة: ثقة متقن فيما حدث بالبصرة؛ إلا أنه تغير بعد أن تحول إلى بغداد، فكثر منه الخطأ في الأسانيد والمتون، توفي سنة (٢٧٦)، والراوي عنه هنا بغدادي متأخر الوفاة. راجع ترجمته في فضل الرحيم الودود (٧/ ١٨٥/ ٦٣٠)]: ثنا عبد الله بن داود الخريبي: ثنا هانئ بن عثمان، عن حميضة بنت ياسر، عن جدتها يسيرة - رضي الله عنهما - وكانت إحدى المهاجرات، قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "عليكُنَّ بالتسبيح والتهليل والتقديس، ولا تغفُلْنَ فتنسَيْنَ التوحيد، واعقِدْنَ بالأنامل؛ فإنهن مسؤولات ومستنطقاتٌ". ووقع في الدعوات للبيهقي: "ولا تغفلن فتنسين الرحمة"، وكذا هي في رواية محمد بن بشر الآتية.
أخرجه الحاكم (١/ ٥٤٧) (٢/ ٥٧٤/ ٢٠٣٠ - ط الميمان) (٣/ ١٢٤/ ٢٠٢٦ - ط المنهاج القويم). وعنه: البيهقي في الدعوات الكبير (٣٣٣). [الإتحاف (١٨/ ٢٢٩/ ٢٣٦٠٣)].
والمعروف من رواية الثقات عن الخريبي: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمرهنَّ أن يُراعِينَ بالتكبير والتقديس والتهليل، وأن يعْقِدْنَ بالأنامل، فإنهنَّ مسؤولاتٌ مستنطقاتٌ.
خالفهم: الحسن بن داود بن محمد بن المنكدر المدني ألا بأس به، وقد تكلموا فيه. التهذيب (١/ ٣٩٣)]، ونصر بن علي [الجهضمي: ثقة ثبت، لكن الراوي عنه هنا: الحكيم الترمذي، وقد تكلم فيه ابن العديم صاحب تاريخ حلب، وكان مما قال فيه: "لم يكن من أهل الحديث وروايته، ولا علمَ له بطرقه ولا صناعته". اللسان (٧/ ٣٨٨)]:
قالا: حدثنا عبد الله بن داود الخريبي، عن هانئ بن عثمان، عن حميضة بنت ياسر، عن جدتها يسيرة أخبرتها؛ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمرهن أن يُراعينَ الشمسَ بالتسبيح والتقديس والتهليل، وأن يعقدن بالأنامل، فإنهن مسئولاتٌ ومستنطقاتٌ.
أخرجه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول (٢/ ٨٢/ ٤٠٢).
قلت: وذكر الشمس منكر في هذا الحديث، حيث تفرد به المنكدري، ولا يحتمل منه، وأغلب الظن أن الحكيم الترمذي حمل لفظ الجهضمي على لفظ المنكدري، فقد رواه يوسف بن يعقوب القاضي [وهو: ثقة حافظ] [عند أبي نعيم والخطيب وابن عساكر]، عن نصر بن علي كالجماعة؛ بدون هذه الزيادة، وقد تقدم ذكره.
وخالفهم أيضاً: عبد القدوس بن محمد بن عبد الكبير بن شعيب بن الحبحاب الأزدي [ثقة]، قال: حدثنا عبد الله بن داود، عن هانئ بن عثمان، عن حميضة بنت ياسر، عن جدتها يسيرة، قالت: دخل علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نسبِّحُ بالسُّبَح [وفي بعض النسخ: بالتسبيح]، فقال: "أَلقِينَ أو: دعْنَ عنكنَّ، وعليكنَّ بالأنامل، فسبِّحنَ بها، فإنهنَّ مسؤولاتٌ مستنطقاتٌ".
أخرجه الحكيم الترمدي في نوادر الأصول (٢/ ٨٣/ ٤٠٣).