كلاهما: عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن المقداد بن الأسود، قال: قال لي علي: سل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الرجل يلاعب امرأته فيخرج منه المذي، من غير ماء الحياة؟ قال: "يغسل فرجه ويتوضأ وضوءه للصلاة".
لم يذكر ابن إسحاق: "أنثييه".
أخرجه أحمد (٤/ ٧٩) و (٦/ ٢).
ثالثًا: من رواه عن هشام، عن أبيه، حُدِّثه عن علي:
رواه مسلمة بن قعنب، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن حديث حُدِّثه عن علي بن أبي طالب، قال: قلت للمقداد ... فذكر معناه.
أخرجه أبو داود (٢٠٩).
ورواية جماعة الحفاظ: أولى بالصواب.
وعلى هذا: فإن الإسناد رجاله ثقات؛ إلا أنه منقطع فيما بين عروة وعلي، فإنه لا يُعرف لعروة سماع من علي، وإن كان قد أدركه، بل إن هذه الرواية مشعرة بالانقطاع، ففيها: "عن عروة: أن عليًّا"، أو: "عن عروة قال: قال علي".
وأما قول مسلم في التمييز: "حج عروة مع عثمان، وحفظ عن أبيه الزبير، فمن دونهما من الصحابة"، فإنه عموم لا يلزم منه دخول علي بن أبي طالب فيه قطعًا إلا من علمنا بأنه سمع منه من الصحابة.
وأما رواية عروة عن علي خاصة فقد قطع الإمام أبو حاتم بأنها مرسلة، مما يعني وجوب التسليم له في ذلك، إذ لم يعارضه إمام مثله.
قال ابن أبي حاتم في المراسيل (٥٤١): "سمعت أبي يقول: عروة بن الزبير عن أبي بكر الصديق: مرسل، وعن علي: مرسل، وعن بشير بن النعمان: مرسل".
وقال في العلل (١/ ١٨٨/ ١٣٨): "وسألت أبي عن رواية عروة عن علي؟ فقال: مرسل" [وانظر أيضًا: جامع التحصيل (٢٣٦)، تحفة التحصيل (٢٢٦)، التهذيب (٥/ ٥٤٨)، إكمال مغلطاي (٩/ ٢٢٥)].
• ورُويت هذه الزيادة: "وأنثييه" من طريق آخر:
قال أبو عوانة في صحيحه (١/ ٢٢٩/ ٧٦٥): حدثنا موسى بن سهل، قال: حدثنا محمد بن عبد العزيز، ويزيد بن خالد بن مُرشل، قالا: ثنا سليمان بن حيان، عن هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن عَبيدة السلماني، عن علي بن أبي طالب، قال: كنت رجلًا مذاءً فاستحييت أن أسأل النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأرسلت المقداد فسأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "يغسل أنثييه وذكره ويتوضأ وضوءه للصلاة".
قال ابن حجر في التلخيص (١/ ٢٠٦): "وإسناده لا مطعن فيه".
قلت: في ثبوت هذا الإسناد إلى هشام بن حسان: نظر؛ فإن هذا الإسناد من لدن هشام فمن فوقه من أصح الأسانيد، وقد أخرج به الشيخان حديث: "ملأ الله بيوتهم