عبد الرزاق متأخر جدًا، وقد سمع منه بعد ما عمي، وكان يصحف، ويحرف. انظر: شرح العلل لابن رجب (٢/ ٧٥٤)، اللسان (٢/ ٣٦)].
وهذا هو الصواب عن عبد الرزاق، وهو حديث صحيح، وهو الموافق لرواية أثبت الناس في معمر: عبد الله بن المبارك، والتي أخرجها البخاري في صحيحه معرضًا بها عن رواية عبد الرزاق، التي وقع فيها الاختلاف.
• خالفهما فقصر بإسناده: الحسن بن أبي الربيع [هو الحسن بن يحيى بن الجعد العبدي الجرجاني، نزيل بغداد: صدوق]، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، قال: أخبرنا ثمامة بن عبد الله بن أنس؛ أن حرام بن ملحان -وهو خال أنس بن مالك- طعن في وقعة حنين [كذا قال، إنما هي وقعة بئر معونة، سنة أربع للهجرة]، فتلقى دمه بكفه، ثم نضحه على رأسه ووجهه، ثم قال: فزت ورب الكعبة.
أخرجه المحاملي في الأمالي (٩٣ - رواية ابن مهدي الفارسي)، ومن طريقه: الخطيب في الموضح (١/ ٥٥٣).
• ورواه أيضًا فقصر به ووهم فيه: محمد بن عبد الملك بن زنجويه البغدادي الغزال [قال النسائي: "ثقة"، وقال ابن أبي حاتم:"سمع منه أبي، وهو صدوق"، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال مسلمة بن قاسم:"ثقة، كثير الخطأ". التهذيب (٣/ ٦٣٤)، السير (١٢/ ٣٤٦)، تذكرة الحفاظ (٢/ ٥٥٤)، ذيل الميزان (٦٥٢)]: حدثنا عبد الرزاق: حدثنا أبو ثمامة بن عبد الله بن أنس بن مالك؛ أن حرام بن ملحان -وهو خال أنس-، طعن يوم بئر معونة في رأسه، فتلقى دمه بكفه، ثم نضحه على رأسه ووجهه، وقال: فزت ورب الكعبة.
أخرجه الدارقطني في المؤتلف (٢/ ٥٧١).
ولعله سقط على الناسخ من إسناده ذكر معمر بن راشد، وزاد أداة الكنية في ثمامة.
٨ - ورواه محمد بن مرزوق [هو: محمد بن محمد بن مرزوق بن بكير بن البهلول الباهلي: صدوق. التهذيب (٣/ ٦٩٠)]، وأنس بن خالد أبو حمزة الأنصاري [قال الذهبي:"ثقة فاضل". الثقات (٨/ ١٣٦)، فتح الباب (٢٢٤٩)، تاريخ بغداد (٧/ ٥١٧ - ط الغرب)، تاريخ الإسلام (٦/ ٣٠٢ - ط الغرب)، الثقات لابن قطلوبغا (٢/ ٤٤٨)]:
ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري [ثقة]: حدثني أبي [عبد الله بن المثنى بن عبد الله بن أنس: صدوق، احتج به البخاري من روايته عن عمه ثمامة]، عن ثمامة بن عبد الله بن أنس، عن أنس؛ أن ناسًا من قيس أتوا النبي -صلى الله عليه وسلم- فسألوه أن يبعث معهم ناسًا يعلمونهم القرآن، فبعث معهم سبعين رجلًا من الأنصار، منهم حرام بن ملحان خال أنس، فغدروا بهم فقتلوهم، فكان حرام أول من طعن بعنزة، وكان الدم يخرج منه، فتلقاه ويرفعه إلى السماء، ويقول: فزت ورب الكعبة، فنزل فيهم قرآن:"بلغوا عنا أنا لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا".
أخرجه الطبراني في الكبير (٤/ ٥٢/ ٣٦٠٧)، وفي الأوائل (٧٣)، وأبو طاهر