ترجم له البيهقي بقوله: "باب: لا خير في أن يعطيهم المسلمون شيئًا على أن يكفوا عنهم. قال الشافعي رحمه الله: لأن القتل للمسلمين شهادة، وأن الإسلام أعز من أن يعطى مشرك على أن يكف عن أهله؛ لأن أهله قاتلين ومقتولين ظاهرون على الحق".
٥ - ورواه الوليد بن مزيد [ثقة ثبت، من أثبت أصحاب الأوزاعي]، وعبد الله بن المبارك [ثقة ثبت، إمام حجة، من أثبت أصحاب الأوزاعي]، وإسماعيل بن عبد الله بن سماعة [ثقة، من أثبت أصحاب الأوزاعي]:
عن الأوزاعي، قال: حدثني إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس، قال: بعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى عامر بن الطفيل الكلابي سبعين رجلًا من الأنصار، فقال: مكانكم حتى آتيكم بخبر القوم فلما جاءهم، قال: أتؤمنوني حتى أخبركم برسالة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟، قالوا: نعم، فبينا هو يخبرهم إذ أوجره رجل منهم السنان، فقال الرجل: فزت ورب الكعبة، فقال عامر: لا أحسبه إلا أن له أصحابًا، فاقتصوا أثره، حتى أتوهم فقتلوهم، فلم يفلت منهم إلا رجل واحد، قال أنس: فكنا نقرأ فيما نسخ: "بلغوا إخواننا عنا أنا قد لقينا ربنا فرضي عنا، ورضينا عنه".
أخرجه ابن جرير الطبري في التاريخ (٢/ ٥٥٠)، وأبو عوانة (٤/ ٤٦٣/ ٧٣٤٦ - ٧٣٤٨). [الإتحاف (١/ ٤٠٤/ ٣١٥)].
وهذا حديث صحيح.
° ورواه أيضًا: أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن الحارث الفزاري [ثقة حافظ]، عن الأوزاعي، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة؛ في قصتي بئر معونة.
قال الأوزاعي: قال يحيى: فمكث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يدعو على عامر بن الطفيل ثلاثين صباحا: "اللَّهُمَّ اكفني عامر بن الطفيل بما شئت، وابعث عليه داء يقتله"، فبعث الله عليه طاعونًا فقتله.
أخرجه البيهقي في الدلائل (٥/ ٣٢٠).
قلت: أما إسناده الأول فمتصل؛ لكن اختصره المصنف، لكونه يريد الإسناد الثاني، وهو مرسل؛ وعليه: فلا يثبت الدعاء على عامر في هذه القصة، والله أعلم.
٦ - ورواه عمر بن يونس [اليمامي: ثقة]، وأبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي [صدوق، ليس بذاك في الثوري. شرح علل الترمذي (٢/ ٧٢٦)، التهذيب (٤/ ١٨٨)]:
ثنا عكرمة بن عمار [ثقة؛ إلا في يحيى بن أبي كثير فحديثه عنه مضطرب. التهذيب (٣/ ١٣٣)]: ثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، قال: فحدثني أنس بن مالك؛ أن الله أنزل فيهم قرآنًا: "بلغوا قومنا أنا قد لقينا ربنا فرضي عنا ورضينا عنه"، ثم نسخت فرفعت بعد ما قرئ زمانًا، وأنزل الله عز وجل: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (١٦٩) فَرِحِينَ} [آل عمران: ١٦٩، ١٧٠].
زاد أبو حذيفة: ونزلت {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا} [البقرة: ١٠٦].