عن أبي إسحاق، عن الأسود بن هلال، قال: سمعت ابن مسعود ينادي به نداءً: الوتر ما بين الصلاتين؛ صلاة العشاء وصلاة الفجر، متى أوترت فحسن.
أخرجه أبو القاسم البغوي في مسند ابن الجعد (٢٥٦٤)، والطحاوي في المشكل (١١/ ٣٦١ و ٣٦٢)، والطبراني في الكبير (٩/ ٢٨١/ ٩٤١٢)، والبيهقي (٢/ ٤٨٥).
• ورواه علي بن مسهر [ثقة، روايته عن أبي إسحاق الشيباني في الصحيحين]، عن الشيباني [هو: أبو إسحاق، سليمان بن أبي سليمان: ثقة]، عن جامع بن شداد [ثقة]، عن الأسود بن هلال، عن عبد الله، قال: الوتر ما بين الصلاتين.
أخرجه ابن أبي شيبة (٢/ ٦٧٥٨/٨٤).
قلت: الأسود بن هلال: كوفي، مخضرم، ثقة جليل، سمع معاذ بن جبل أتوفي سنة (١٨)]، وعمر بن الخطاب [توفي سنة (٢٣)] [التاريخ الكبير (١/ ٤٤٩)]، وهما أقدم موتًا من عبد الله بن مسعود [توفي سنة (٣٢)]، وهذا يؤيد رواية أبي إسحاق السبيعي التي وقع فيها التصريح بالسماع، فهو موقوف على ابن مسعود بأسانيد صحيحة.
• وروى الأعمش [وعنه: الثوري]، ومنصور بن المعتمر [وعنه: زائدة بن قدامة]:
عن إبراهيم، عن علقمة، قال: سألته، وكان يبيت عند عبد الله بن مسعود: متى كان عبد الله وتر؟ قال: كان يوتر حين يبقى عليه من الليل مثل ما ذهب من الليل حين صلاة المغرب. لفظ الأعمش.
ولفظ منصور: أن عبد الله كان يوتر إذا بقي من الليل نحو ما ذهب إلى صلاة المغرب.
أخرجه عبد الرزاق (٣/ ١٧/ ٤٦٢٧)، والطبراني في الكبير (٩/ ٢٨٠/ ٩٤٠٣ و ٩٤٠٥).
وهذا موقوف على ابن مسعود بإسناد صحيح على شرط الشيخين.
• وروى زهير بن معاوية، وأبو بكر بن عياش:
ثنا أبو إسحاق، عن علقمة بن قيس، قال: بت مع عبد الله بن مسعود ليلة فقام أول الليل، ثم قام يصلي فكان يقرأ قراءة الإمام في مسجد حيه، يرتل، ولا يرجع يسمع من حوله، ولا يرفع صوته، حتى لم يبق عليه من الغلس إلا كما بين الأذان للمغرب إلى انصراف منها، ثم أوتر.
أخرجه ابن المنذر في الأوسط (٥/ ٢٦٢٨/١٧٤)، والطبراني في الكبير (٩/ ٢٨٠/ ٩٤٠٤).
وهذا إسناد لا بأس به في المتابعات، أبو إسحاق السبيعي: لم يسمع من علقمة شيئًا [راجع تقرير ذلك تحت الحديث رقم (١٣٩٦)]، وزهير ممن تأخر سماعه من أبي إسحاق، وكذا أبو بكر بن عياش.
ويمكن حمل هذا الاختلاف على تعدد الوقائع، وتغير الأحوال، وبيان جواز إيقاع الوتر بعد الأذان، وقبل صلاة الصبح، والله أعلم.