أخرجه أحمد (١/ ٤١٢)، والطحاوي في المشكل (٣/ ٤٥٢)، مختصرًا. [المسند المصنف (١٨/ ١٩١/ ٨٤٩٨)].
قلت: هذا حديث حسن غريب، رجاله كلهم ثقات؛ إلا كلامًا يسيرًا في عاصم.
فإن قيل: فإنه من رواية عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش، وروايته عنه مضطربة [انظر: التهذيب (٢/ ٢٥٠)، شرح علل الترمذي (٢/ ٧٨٨)، الميزان (٢/ ٣٥٧)]، فيقال: إنما عابوا عليه أنه كان يُختلف عليه في حديث زر وأبي وائل شقيق بن سلمة، أو كان يشك فيه، وهذا الحديث لم يختلف عليه في إسناده، والله أعلم.
٩ - وكيع بن الجراح [ثقة حافظ]، قال: ثنا عيسى الخياط، عن الشعبي، قال: قال عبد الله [يعني: ابن مسعود]: لا تهذُّوا القرآن كهذِّ الشعر، ولا تنثروه نثر الدقل، وقفوا عند عجائبه، وحركوا به القلوب.
أخرجه ابن أبي شيبة (٦/ ٢٥٦/ ٨٧٣٣) و (٦/ ٦٤١/ ٣٠١٥١).
قلت: وهذا منكر؛ عيسى بن أبي عيسى الحناط: متروك [التقريب (٤٨٧)]، ولا يحتمل تفرده بهذا عن الشعبي، وعامر بن شراحيل الشعبي: لم يسمع من عبد الله بن مسعود [المراسيل (٥٩١)، تحفة التحصيل (١٦٤)].
• وقد روي هذا الموقوف على ابن مسعود بإسناد آخر مجهول [أخرجه البيهقي في الشعب (٤/ ٢٠٧/ ١٨٨٣)].
١٠ - وروى إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق، وأبو الأحوص، وحديج بن معاوية: عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، قال: قال عبد الله: من قرأ القرآن في أقل من ثلاث فهو راجز، [زاد أبو الأحوص: هذًّا كهذ الشعر، ونثرًا كنثر الدقل].
وهذا موقوف على ابن مسعود بإسناد جيد، وتقدم تخريجه بطرقه تحت الحديث رقم (١٣٩٠).
° قال ابن قتيبة في معنى الهذ: "يريد: لا تعجلوا في التلاوة، قال الله تعالى: {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا (٤)} [المزمل: ٤] " [غريب الحديث (٢/ ٢٥٤)].
وقال الخطابي: "الهذ: متابعة القراءة في سرعة، كأنه كره ذلك وأنكره" [أعلام الحديث (١/ ٥٠٦)].
وقال أيضًا: "معناه: سرعة القراءة والمرور فيها من غير تأمل للمعنى، كما ينشد الشعر، إنما تعد أبياته وقوافيه، أصل الهذ: سرعة القطع" [أعلام الحديث (٣/ ١٩٥٠)، معالم السنن (١/ ٢٨٣)].
قلت: وقد كان علقمة يعمل بما رواه عن ابن مسعود في الأقران بين السور في الركعة الواحدة:
فقد روى وكيع بن الجراح، قال: حدثنا الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، أنه كان