إلا من زوجها؟ قال: فما شأن زوجك؟ قالت: نهاره صائم، وليله قائم، قال: فأتى أبوها عبدَ الله بن عمرو، فقال: إن ابنتي من النساء، تريد ما يريد النساء من قرة العين والولد، قال: هو الذي بلغك، وأمر بنتك بيدك، قال: فإني قد ضممت ابنتي إليَّ، وفرقت بينكما، ثم انطلق حتى أتى النيي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا نبي الله إن ابنتي عند رجل يصوم النهار ويقوم الليل كله، فقال:"من هو؟ "، قال: عبد الله بن عمرو، قال: فأرسل إليه، فأتاه، فقال:"يا عبد الله بن عمرو! إن لنا سنةً، فمن أخذ بها فهو منا، ومن تركها فليس منا، يصوم ويفطر، ويصلي وينام، فاقرأ القرأن في ثلاثين ليلة"، قال: فأنا أقوى من ذلك، قال: فما زال يزايدني حتى قال: "اقرأه في سبع".
قال: فقال في الصيام: "صم من كل شهر ثلاثة أيام"، قال: أنا أقوى من ذلك، قال: فما زال يزايدني حتى قال: "صم صيام داود؛ فإنه لا يعدو ولا يفر من الزحف إذا لقي".
قال حين ضعف: لأن أكون قبلت رخصة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحب إلىَّ مما في الأرض من شيء، وقال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كل مسكر حرام".
أخرجه أبو علي ابن شاذان في الثامن من حديثه (١٣٥).
قلت: هو حديث منكر بهذا السياق؛ ولعل الوهم فيه من أبان بن عبد الله بن أبي حازم البجلي، وهو وإن كان صدوقًا، وثقه أحمد وابن معين وابن نمير والعجلي وابن شاهين وابن خلفون، وقال البخاري:"صدوق الحديث"، وقال ابن عدي:"وأبان هذا عزيز الحديث، عزيز الروايات، ولم أجد له حديثًا منكر المتن فأذكره، وأرجو أنه لا بأس به"؟ إلا أنه قد لينه جماعة، فقد قال النسائي:"ليس بالقوي"، وذكره العقيلي وابن حبان في الضعفاء، وقد تحامل عليه ابن حبان حين قال:"وكان ممن فحش خطؤه، وانفرد بالمناكير".
وأما الدارقطني فقد بيَّن حجته في تضعيفه حيث قال في العلل (٨/ ٢٧٦): "وحديث آخر يرويه أبان بن عبد الله البجلي - وكان ضعيفًا - عن مولى لأبي هريرة في المسح على الخفين مرفوعًا، وأبان: ضعيف، وقال أحمد بن حنبل: هذا حديث منكر، وكلها باطلة [يعني: ما روي عن أبي هريرة في المسح على الخفين]، ولا يصح عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في المسح".
وضعف مسلم في التمييز (٢٠٩) ما رُوي من أحاديث المسح عن أبي هريرة، قال مسلم:"فقد صح برواية أبي زرعة وأبي رزين عن أبي هريرة إنكاره المسح على الخفين، ولو كان قد حفظ المسح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان أجدر الناس وأولاهم للزومه والتدين به ... وإن من أسند ذلك عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - واهي الرواية، أخطأ فيه إما سهوًا أو تعمدًا".
وبذا يظهر جليًا أن أبان بن عبد الله البجلي هذا قد استنكرت عليه بعض الأحاديث، مثل حديث أبي هريرة في المسح على الخفين، وذكر له الذهبي في الميزان مما أنكر عليه