يقول: لولا سفهاؤكم؛ لوضعت يدي في أذني، ثم ناديت: ألا إن ليلة القدر في رمضان، في العشر الأواخر، في السبع الأواخر، قبلها ثلاث، وبعدها ثلاث، نبأ من لم يكذبني، عن نبإ من لم يكذبه. يعني: أبي بن كعب، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.
وفي رواية [عند النسائي وابن خزيمة]: لولا سفهاؤكم؛ لوضعت يدي في أذني، فناديت: أن ليلة القدر سبع وعشرون، نبأ من لم يكذبني، عن نبإ من لم يكذبه. يعني: أبي بن كعب، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.
أخرجه النسائي في الكبرى (١٠/ ٣٤١/ ١١٦٢٦)، وابن خزيمة (٣/ ٣٢٩/ ٢١٨٧)، وابن الجارود (٤١٢ - ط التأصيل)، والطيالسي (٥٤٤)، وعبد الله بن أحمد في زياداته على المسند (٥/ ١٣١)، وابن سمعون في الأمالي (٢٤٦)، وأبو نعيم في الحلية (٤/ ١٨٣)، وابن عبد البر في التمهيد (٢٤/ ٣٨٣)، وفي الاستذكار (٣/ ٤١٦). [التحفة (١٨)، الإتحاف (٣٢)، المسند المصنف (٣٠)].
قلت: يزيد بن أبي سليمان الكوفي: روى عنه جماعة، ولم يُذكر فيه جرح، ولم أر من وثقه [الجرح والتعديل (٩/ ٢٦٩)، التهذيب (٤/ ٤١٥)]؛ وقد صحح له ابن خزيمة وابن الجارود.
والراوي عنه: جابر بن يزيد بن رفاعة العجلي الموصلي: صدوق [سؤالات ابن الجنيد (٦٣٧)، تاريخ ابن معين للدوري (٤/ ٤٢٦/ ٥١٠٨) و (٤/ ٤٧٩/ ٥٣٨١)، التاريخ الكبير (٢/ ٢١٠)، سؤالات الآجري (١٨٣٦)، الجرح والتعديل (٢/ ٤٩٨)، الثقات (٦/ ١٤٢)، المتفق والمفترق (١/ ٦٢٢)، تالي تلخيص المتشابه (٤٠٣)، تاريخ الإسلام (٤/ ٣٢٠ - ط الغرب]؛ الميزان (١/ ٣٨٤)، إكمال مغلطاي (٣/ ١٤٥)، التهذيب (١/ ٢٨٦)].
فهو إسناد لا بأس به، ويحمل تعيين الليلة على فهم أبي بن كعب، بناء على القدر المرفوع من الحديث، وهو العلامة بان تطلع الشمس صبيحتها بيضاء لا شعاع لها، وقد وجدها أبي هكذا صبيحة سبع وعشرين.
ج- مصعب بن سلام [الأكثر على تضعيفه، وهو: ضعيف، يقلب الأسانيد. انظر: التهذيب (٤/ ٨٤)]: حدثنا الأجلح [أبو حجية الأجلح بن عبد الله بن حجية الكندي: لا بأس به، في حديثه لين. التهذيب (١/ ٩٨)، الميزان (١/ ٧٩)]، عن الشعبي، عن زر بن حبيش، عن أبي بن كعب، قال: تذاكر أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليلة القدر، فقال أبي: أنا -والذي لا إله غيره- أعلم أيُّ ليلةٍ هي، هي الليلة التي أخبرنا بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ليلة سبع وعشرين تمضي من رمضان، وآية ذلك:"أن الشمس تصبح الفد من تلك الليلة ترقرق، ليس لها شعاع".
فزعم سلمة بن كهيل؛ أن زرًا أخبره؛ أنه رصدها ثلاث سنين من أول يوم يدخل رمضان إلى آخره، فرآها تطلع صبيحة سبع وعشرين، ترقرق ليس لها شعاع.