رمضان على أبيَّ بن كعب، وعلى تميم الداري، على إحدى وعشرين ركعة، يقرؤون بالمئين، وينصرفون عند فروع الفجر.
• ورواه وكيع بن الجراح [ثقة حافظ]؛ عن داود بن قيس، عن محمد بن يوسف الأعرج، عن السائب بن يزيد، قال: كنا في زمن عمر بن الخطاب نفعله، يعني: نربط الحبال في شهر رمضان بين السواري، ثم نتعلق بها حتى نرى فروع الفجر.
أخرجه جعفر الفريابي في الصيام (١٧٥).
قلت: رواية جماعة الحفاظ عن محمد بن يوسف أولى من رواية داود بن قيس، وقد اختلف عليه فيها، وعليه: فإن المحفوظ في رواية محمد بن يوسف: إحدى عشرة ركعة.
وانظر فيمن وهم فيه على محمد بن يوسف: علل ابن أبي حاتم (٢/ ٤١٠/ ٤٧٧).
ب- وروى يزيد بن هارون [ثقة متقن]؛ وعلي بن الجعد [ثقة ثبت]:
حدثنا ابن أبي ذئب [مدني، ثقة]؛ عن يزيد بن خصيفة [ابن أخي السائب بن يزيد: مدني ثقة، سمع السائب بن يزيد، وروايته عنه في الصحيحين]؛ عن السائب بن يزيد، قال: كانوا يقومون على عهد عمر بن الخطاب في رمضان عشرين ركعة، ولكن كانوا يقرؤون بالمائتين في ركعة حتى كانوا يتوكؤون على عصيهم من شدة القيام.
أخرجه أبو القاسم البغوي في مسند ابن الجعد (٢٨٢٥ و ٢٨٢٦)، وجعفر الفريابي في الصيام (١٧٦)، والبيهقي في السنن (٢/ ٤٩٦)، وفي فضائل الأوقات (١٢٧).
وهذا موقوف بإسناد صحيح.
• ورواه محمد بن جعفر [هو: ابن أبي كثير: مدني، ثقة]، قال: حدثني يزيد بن خصيفة، عن السائب بن يزيد، قال: كنا نقوم في زمان عمر بن الخطاب بعشرين ركعة والوتر.
أخرجه البيهقي في المعرفة (٢/ ٣٠٥/ ١٣٦٥)، بإسناد لا بأس به إلى محمد بن جعفر.
وهذا موقوف بإسناد صحيح.
• ورواه عبد الرزاق (٤/ ٢٦١/ ٧٧٣٣)، من وجه آخر واهٍ، رواه: عن الأسلمي، عن الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب [مدني، ثقة، من الخامسة]؛ عن السائب بن يزيد، قال: كنا ننصرف من القيام على عهد عمر، وقد دنا فروع الفجر، وكان القيام على عهد عمر ثلاثة وعشرين ركعة.
وهذا إسناد واهٍ بمرة، ليس بشيء، شيخ عبد الرزاق هو: إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي، وهو: متروك، كذبه جماعة.
* قال ابن حجر في الفتح (٤/ ٢٥٣): "والجمع بين هذه الروايات ممكن باختلاف الأحوال".
قلت: مع اتحاد المخرج واتفاق القرائن يتعذر الجمع، لذا فالترجيح هو المتعين،