للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

هبيرة المخزومي: ثقة، من الثالثة، لم يذكر له البخاري سماعًا ولا رواية عن جدته أم هانئ، وإنما ذكر روايته عن زيد بن أرقم [التاريخ الكبير (٨/ ٢٦٥)، الجرح والتعديل (٩/ ١٣٣)، الثقات (٥/ ٥٢١)، تاريخ الإسلام (٦/ ٢٢٠)، التهذيب (٤/ ٣٤٥)]، وقد تكلموا في عدم سماعه من أبي بكر وابن مسعود [المراسيل (٩١٤ و ٩١٥)، تحفة التحصيل (٣٤٢)]، ولم أر من جزم بعدم سماعه من جدته؛ وإدراكه لجدته ممكن، لكني لم أقف بعد تتبع الأسانيد على سماعه من جدته أم هانئ، وهو شاهد جيد، والله أعلم.

* وقد احتج به أحمد في مسائل الكوسج (٣٠٣)، حيث قال: "قلت: يرفع صوته بالقرآن بالليل؟ قال: نعم؛ إن شاء رفع، ثم ذكر حديث أم هانئ - رضي الله عنها -: كنت أسمع قراءة النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنا على عريشي من الليل".

* ويمكن أن يشهد لهذا المعنى في رفع صوت النبي - صلى الله عليه وسلم - في قراءته من صلاة الليل:

ما تقدم عند أبي داود (٨٧١)، وقد أخرجه مسلم (٧٧٢) [وقد سبق تخريجه في الذكر والدعاء (١/ ١٦٤) برقم (٨٣)]:

من حديث الأعمش، عن سعد بن عُبَيدة، عن المستورد بن الأحنف، عن صلة بن زُفَر، عن حذيفة، قال: صليتُ مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ليلةً فافتتح البقرة، فقلت: يركع عند المائة، فمضى، فقلت: يركع عند المائتين، فمضى، فقلت: يصلي بها في ركعة، فمضى، ثم افتتح النساء فقرأها، ثم افتتح آل عمران فقرأها قراءة مترسلًا، إذا مر بآية فيها تسبيح سبح، وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مر بتعوُّذ تعوَّذ، ثم ركع فجعل يقول: "سبحان ربي العظيم"، فكان ركوعه نحوًا من قيامه، ثم رفع رأسه فقال: "سمع الله لمن حمده"، ثم قام طويلًا قريبًا مما ركع، ثم سجد فجعل يقول: "سبحان ربي الأعلى"، وكان سجوده قريبا من قيامه.

فقد دل هذا الحديث على أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يرفع صوته بالقراءة، وإلا لما ميَّز حذيفة بين السور، ولا المائة الأولى من الثانية، ولما أخبر بكون النبي - صلى الله عليه وسلم - قدم في القراءة النساء على آل عمران، ولما استطاع أن يفرق بين قراءة الحدر والترسل، ولما قدر على الإخبار بأمر غيبي لا يدرك إلا بالجهر حين قال: إذا مر بآية فيها تسبيح سبح، وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مر بتعوُّذ تعوَّذ، والله أعلم.

* * *

١٣٢٨ - . . . عبد الله بن المبارك، عن عمران بن زائدة، عن أبيه، عن أبي خالد الوالبي، عن أبي هريرة؛ أنه قال: كانت قراءة النبي - صلى الله عليه وسلم - بالليل: يرفع طورًا، ويخفض طورًا.

قال أبو داود: أبو خالد الوالبي اسمه: هُرْمُز.

• حديث حسن

أخرجه الطحاوي (١/ ٣٤٤)، وابن الأعرابي في المعجم (٢/ ٦٤٤/ ١٢٨٠)، وأبو

<<  <  ج: ص:  >  >>