عن الأعمش، عن الحكم بن عتيبة، وحبيب بن أبي ثابت، عن ميمون بن أبي شبيب، عن معاذ بن جبل، قال: بينما نحن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة تبوك وقد أصابنا الحر، فتفرق القوم، حتى نظرت فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أقربهم مني، قال: فدنوت منه، فقلت: يا رسول الله! أنبئني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار، قال:"لقد سألتَ عن عظيم، وإنه ليسير على من يسره الله عليه، تعبد الله لا تشرك به شيئًا، وتقيم الصلاة المكتوبة، وتؤتي الزكاة المفروصة، وتصوم رمضان"، قال:"وإن شئت أنبأتك بأبواب الجنة"، قلت: أجل يا رسول الله، قال:"الصوم جنة، والصدقة تكفر الخطيئة، وقيام الرجل في جوف الليلِ يبتغي وجه الله"، قال: ثم قرأ هذه الآية: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (١٦)} [السجدة: ١٦]، قال:"وإن شئت أنباتك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه"، قال: قلت: أجل يا رسول الله، قال:"أما رأس الأمر فالإسلام، وأما عموده فالصلاة، وأما ذروة سنامه فالجهاد في سبيل الله، وإن شئت أنبأتك بأمْلَك ذلك كله"، قال: فسكت، فإذا راكبان يُوضِعان قِبَلنا، فخشيت أن يشغلاه عن حاجتي، قال: فقلت: ما هو يا رسول الله؟ قال: فأهوى بإصبعه إلى فيه، قال: فقلت: يا رسول الله، وإنا لنؤاخذ بما نقول بألسنتنا؟ قال:"ثكلتك أمك ابنَ جبلٍ! هل يكبُّ الناس على مناخرهم في جهنم إلا حصائدُ ألسنتهم؟ ".
وقد اختصره بعضهم، ومنهم من رواه عن الأعمش عن حبيب وحده مثل أبي إسحاق الفزاري، أو رواه عن الحكم وحده مثل عبيدة بن حميد، وهو محفوظ عن الأعمش بالوجهين، كما قال الدارقطني في العلل (٦/ ٩٨٨/٧٥).
أخرجه النسائي في المجتبى (٤/ ١٦٦/ ٢٢٢٥)، وفي الكبرى (٣/ ١٣٥/ ٢٥٤٦)، وابن أبي شيبة في المصنف (٦/ ١٥٨ /٣٠٣١٥)، وفي الإيمان (٢)، وهناد بن السري في الزهد (١٥٩٠)، وابن أبي الدنيا في الصمت وآداب اللسان (٦)، وابن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة (١٩٧)، وابن جرير الطبري في تفسيره (١٠/ ٢٤٠/ ٢٨٢٣٨)، والطبراني في الكبير (٢٠/ ١٤٣ /٢٩٢) و (٢٠/ ١٤٤/ ٢٩٣)، والدارقطني في العلل (٦/ ٩٨٨/٧٦)، وفي الأفراد (٢/ ١٣٣/ ٤٣٦١)، والحاكم (٢/ ٧٦ و ٤١٢ - ٤١٣)(٤/ ٣٧١/ ٣٥٩٠ - ط. الميمان)، والبيهقي في الشعب (٨/ ٤٤/ ٤٦٠٧)، والواحدي في أسباب النزول (٣٤٣)، وفي تفسيره الوسيط (٣/ ٤٥٢). وانظر: علل الدارقطني (٦/ ٧٥/ ٩٨٨)، [التحفة (٨/ ١٠٧/ ١١٣٦٧) الإتحاف (١٣/ ٢٩٣/ ١٦٧٤٤)، المسند المصنف (٢٤/ ٤٠٣/ ١٠٩٧٤)].
قال الحاكم:"هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه".
قلت: رجال إسناده ثقات مشاهير.
ج - ورواه آدم بن أبي إياس، قال: ثنا شيبان بن عبد الرحمن، قال: ثنا منصور بن المعتمر، عن الحكم بن عتيبة، عن ميمون بن أبي شبيب، عن معاذ بن جبل، قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن شئت أنبأتك بأبواب الخير: الصوم جنة، والصدقة تكفر الخطيئة، وقيام