وهذا حديث غريب؛ على جهالة في راويه أبي بَكَرَ بن يحيى بن النضر، قال الذهبي: "لا وُثِّق، ولا ضُعِّف، ما كأنه قوي" [الميزان (٤/ ٥٠٧)، التهذيب (٤/ ٤٩٧)].
* * *
١٣١٢ - قال أبو داود: حدثنا زياد بن أيوب، وهارون بن عباد الأزدي؛ أن إسماعيل بن إبراهيم حدثهم: حدثنا عبد العزيز، عن أنس، قال: دخل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - المسجدَ، وحبلٌ ممدودٌ بين ساريتين، فقال: "ما هذا الحبل؟ "، فقيل: يا رسولَ الله! هذه حمنةُ ابنةُ جحشٍ تصلي، فإذا أَعْيَتْ تعلَّقتْ به، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لِتُصلِّ ما أطاقتْ، فإذا أعيتْ، فلتجلِسْ".
قال زياد: قال: "ما هذا؟ "، قالوا: لزينب تصلي، فإذا كسِلتْ، أو فترتْ أمسكتْ به، فقال: "حُلُّوه"، فقال: "لِيُصلِّ أحدُكم نشاطَه، فإذا كسِل أو فتَر فليقعُد".
* حديث متفق على صحته في قصة زينب، باللفظ الثاني دون الأول، وذكر حمنة شاذ
• أخرجه من طريق أبي داود: الخطيب في الأسماء المبهمة (٤١١).
وزياد بن أيوب البغدادي: ثقة حافظ، وأما هارون بن عباد الأزدي، أبو موسى المصيصي الأنطاكي؛ فهو: شيخ لأبي داود، روى عنه أحاديث يسيرة في السنن والمراسيل، وروى عنه أيضًا: محمد بن وضاح القرطبي، ولم يترجم له ابن أبي حاتم ولا ابن حبان، فهو شيخ مستور، ليس بالمشهور، ولا بالمكثر، لم أر من تكلم فيه بجرح أو تعديل، لذا قال فيه ابن حجر في التقريب: "مقبول" [تاريخ الإسلام (١٧/ ٣٧٧)، التهذيب (٤/ ٢٥٥)، التقريب (٦٣٦)].
وقد وهم في متن هذا الحديث، حيث ساقه بنحو سياقة مرسل عبد الرحمن بن أبي ليلى الآتي ذكره، وجعل القصة لحمنة بنت جحش، وإنما هي لأختها زينب، فدخل له حديث في حديث [وانظر له وهماً آخر فيما تقدم برقم (٥٥٠)].
• تابع زياد بن أيوب على روايته عن ابن علية:
أحمد بن حنبل، وأبو بكر ابن أبي شيبة، وزهير بن حرب، ويعقوب بن إبراهيم الدورقي، وإسحاق بن راهويه [وهم ثقات حفاظ أئمة]، وإسماعيل بن سالم الصائغ البغدادي نزيل مكة [ثقة]، وغيرهم:
قالوا: حدثنا إسماعيل ابن علية: حدثنا عبد العزيز بن صهيب، عن أنس بن مالك، قال: دخل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - المسجدَ، وحبلٌ ممدودٌ بين ساريتين، فقال: "ما هذا؟ " قالوا: لزينب تصلي، فإذا كسلت أو فترت أمسكت به، فقال: "حُلُّوه"، ثم قال: "لِيُصلِّ أحدُكم نشاطَه، فإذا كسِل أو فتَر فليقعُد".
أخرجه مسلم (٧٨٤)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (٢/ ٣٧٥/ ١٧٨٠)،