ومما يبين سبب وهمه، ما وقع في رواية محمد بن جعفر [عند الطبراني]: عن عمرو بن يحيى المازني: حدثني سعيد بن يسار مولى شُقران مولى رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قال: سمعت عبد الله بن عمر؛ فأسقط من إسناده سعيد بن يسار، وجعله: عن أبيه، وأسقط ابن عمر، وجعل مكانه: شُقران مولى رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، والله أعلم.
قال الدارقطني في العلل (١٣/ ١٧٩/ ٣٠٦٧): "والصحيح قول من قال: عن عمرو بن يحيى، عن سعيد بن يسار أبي الحباب، عن ابن عمر".
* ولحديث ابن عمر طرق أخرى كثيرة، منها:
١ - عبد الله بن نمير، وأبو خالد سليمان بن حيان الأحمر، ووهيب بن خالد، ومعتمر بن سليمان، وخالد بن عبد الله الواسطي، وحماد بن مسعدة، وعبدة بن سليمان، وزائدة بن قدامة، وأبو داود الطيالسي، وعبد الرزاق بن همام، وعبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، وقران بن تمام، ويحيى بن سعيد القطان [وهم ثقات، واقتصر القطان على وتر ابن عمر على راحلته موقوفًا، عند الطبري]، وإسماعيل بن عياش:
عن عبيد الله بن عمر العمري، عن نافع، عن ابن عمر؛ أن رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كان يصلي سُبحته حيثما توجَّهت به ناقتُه. لفظ ابن نمير [عند مسلم].
ولفظ أبي خالد [عند مسلم]، ووهيب بن خالد وقران بن تمام [عند أحمد]، وخالد الواسطي [عند السراج]: أن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كان يصلي على راحلته حيث توجهت به.
ولفظ زائدة [عند أبي عوانة]: كان النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يومئ أينما توجَّه على راحلته، وكان ابن عمر يفعل ذلك.
أخرجه مسلم (٧٠٠/ ٣١ و ٣٢)، وأبو عوانة (٢/ ٧٢/ ٢٣٥٨) و (٢/ ٧٣/ ٢٣٥٩ و ٢٣٦٠)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (٢/ ٢٩٠/ ١٥٦٩)، والترمذي (٣٥٢)، وقال:"حسن صحيح"، وأبو علي الطوسي في مستخرجه عليه "مختصر الأحكام"(٢/ ٢٥٧/ ٣٢٨)، وابن خزيمة (٢/ ٢٥١/ ١٢٦٤)، وأحمد (٢/ ٤ و ٣٨ و ٧٥ و ١٢٤ - ١٢٥ و ١٤٢)، والطيالسي (٣/ ٣٦٦/ ١٩٣٥)، وعبد الرزاق (٢/ ٥٧٥/ ٤٥١٨)، وابن نصر المروزي في السُّنَّة (٣٧٢)، وابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (١/ ٥٤١/ ٨٥٢ و ٨٥٣ - مسند ابن عباس)، وأبو العباس السراج في مسنده (١٤٨٥)، وفي حديثه بانتقاء الشحامي (١٩٦٦)، والدارقطني (٢/ ٢١)، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان (١/ ٢٠٨)، والبيهقي (٢/ ٤ و ٤٩١).
تنبيه: زاد عبد الرزاق في آخره: قال: سألت نافعًا: كيف كان الوتر؟ قال: كان يوتر على راحلته، وربما نزل فأوتر بالأرض.
٢ - ورواه جويرية بن أسماء، وموسى بن عقبة، والليث بن سعد، وعمر بن محمد بن زيد العدوي العسقلاني، والحسن بن الحر، وإسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، وحنظلة بن أبي سفيان، وعبيد الله بن الأخنس [وهم ثقات]، وداود بن قيس الفراء [مدني ثقة، واقتصر