عبيد الله [الحبطي اليربوعي البصري: صدوق]، عن عمر بن عامر [السلمي البصري: صدوق]، عن الحجاج بن الحجاج، عن أنس بن سيرين، عن أنس بن مالك؛ أن رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كان يصلي على ناقته حيث توجهت به.
أخرجه أبو العباس السراج في حديثه بانتقاء الشحامي (٢٠٧٨)، ومن طريقه: الخطيب في تاريخ بغداد (١٥/ ١٥٥).
وعلقه البخاري في صحيحه بصيغة الجزم بعد حديث همام عن أنس بن سيرين (١١٠٠)، فقال: "رواه ابن طهمان، عن حجاج، عن أنس بن سيرين، عن أنس -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-، عن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-".
فدل على عدم تفرد عمر بن عامر السلمي به عن حجاج، بل تابعه عليه: إبراهيم بن طهمان، وهو ثقة، أروى الناس عن حجاج.
وعليه: فالإسناد صحيح، وحجاج بن حجاج هو: الباهلي البصري، وهو: ثقة.
وبهذا يصح حديث أنس بن سيرين، عن أنس بهذا اللفظ: أن رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كان يصلي على ناقته حيث توجهت به.
فقد رواه عنه به هكذا: حجاج بن حجاج الباهلي البصري، وعمران بن مسلم القصير، وبكار بن ماهان.
وانظر: علل الدارقطني (١٢/ ٤/ ٢٣٣٨).
* خالفهم: هشام بن حسان [بصري، ثقة]، فرواه عن أنس بن سيرين، عن أنس بن مالك، عن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أنه صلى المكتوبة في ردغةٍ على حمار.
وهو حديث منكر؛ يأتي تخريجه والكلام عليه في الباب الآتي تحت الحديث رقم (١٢٢٨).
٢ - وروى الحسن بن عمر بن شقيق الجرمي [صدوق]: حدثنا أبي [روى عنه جماعة، وذكره ابن حبان في الثقات، وأورده ابن عدي في الضعفاء، وقال: "قليل الحديث"، وقال الذهبي: "مقارب الحديث"، التهذيب (٣/ ٢٣٣)، المغني (٢/ ٤٦٩)، الميزان (٣/ ٢٠٥)، وقال: "فيه لين"]، عن إسماعيل بن مسلم، عن الحسن، عن أنس؛ أن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كان يصلي على راحلته.
أخرجه أبو يعلى (٥/ ١٦٦/ ٢٧٨١).
قلت: لا يثبت هذا عن الحسن البصري: إسماعيل بن مسلم المكي: ضعيف، قال أحمد: "منكر الحديث"، وعنده عجائب، يروي عن الثقات المناكير، وقد تركه ابن مهدي والقطان والنسائي وغيرهم [العلل ومعرفة الرجال (٢/ ٣٥٢/ ٢٥٥٦)، ضعفاء العقيلي (١/ ٩٢)، الكامل (١/ ٢٨٣)، التهذيب (١/ ١٦٧)].
٣ - وروى مالك، عن يحيى بن سعيد؛ أنه قال: رأيت أنس بن مالك في السفر وهو يصلي على حمار، وهو متوجِّهٌ إلى غير القبلة، يركع ويسجد إيماءً من غير أن يضع وجهه