حدثنا حماد: أخبرنا ثابت، عن أنس؛ أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- كان يستسقي هكذا -يعني:- ومدَّ يديه، وجعل بطونهما مما يلي الأرضَ، حتى رأيتُ بياضَ إبطيه.
* حديث صحيح
لم أقف على من أخرجه من طريق عفان بن مسلم هكذا، والإسناد إليه صحيح، وقد تابعه عليه جماعة من الثقات:
* فقد رواه الحسن بن موسى الأشيب، وحجاج بن منهال، وموسى بن إسماعيل، والأسود بن عامر شاذان، ويزيد بن هارون، ويونس بن محمد المؤدب، وسريج بن النعمان [وهم ثقات]، وعلي بن عثمان اللاحقي [ثقة. تاريخ الإسلام (١٦/ ٢٨٤)، واللسان (٥/ ٥٦٣)]، ومؤمل بن إسماعيل [صدوق، كثير الغلط]:
عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس بن مالك؛ أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- استسقى فأشار بظهر كفيه إلى السماء. لفظ الحسن [عند مسلم].
ولفظ حجاج [عند أبي عوانة]: أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- استسقى، فرفع يديه هكذا -بطونهما إلى الأرض-، حتى يُرى بياضُ إبطيه.
ولفظ يزيد [عند أحمد]: أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- كان إذا دعا جعل ظاهر كفيه مما يلي وجهه، وباطنهما مما يلي الأرض. وزاد علي بن عثمان: وهو على المنبر.
أخرجه مسلم (٨٩٦/ ٦)، والبخاري في رفع اليدين (١٥١)، وصححه ضمن أحاديث. وأبو عوانة (٢/ ١١٠/ ٢٤٨٦ - ٢٤٨٨)، وابن خزيمة (٢/ ٣٣٤/ ١٤١٢)، والضياء في المختارة (٥/ ٣٢/ ١٦٣٥)، وأحمد (٣/ ١٢٣ و ١٥٣ و ٢٤١) (١/ ٤٧٢/ ٤٨٣ - إتحاف المهرة). وعبد بن حميد (١٢٩٣ و ١٣٣٨)، وأبو يعلى (٦/ ٢٤٠/ ٣٥٣٤)، وابن المنذر في الأوسط (٤/ ٣٢١/ ٢٢٢٥)، وأبو جعفر ابن البختري في ستة مجالس من أماليه (٧٣)، والبيهقي (٣/ ٣٥٧)، وأبو نعيم الحداد في جامع الصحيحين (٢/ ٨١/ ٩٥٣).
• خالفهم: إبراهيم بن الحجاج: ثنا حماد، عن ثابت، وحميد، عن أنس بن مالك؛ أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- استسقى فمدَّ يده هكذا -فأومأ حماد بيده حيال ثندوته-، جعل بطونهما مما يلي الأرضَ، حتى رأينا بياضَ إبطيه وهو على المنبر.
أخرجه أبو نعيم في مستخرجه على مسلم (٢/ ٤٨٠/ ٢٠١٥).
وهذه رواية شاذة؛ إبراهيم بن الحجاج السامي: ذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن قانع: "صالح"، وقال الدارقطني: "ثقة"، وروى عنه أبو زرعة، وله أوهام [التهذيب (١/ ٦٢)، والجرح والتعديل (٢/ ٩٣)، وعلل الحديث (٢/ ٣٩/ ١٥٩٨)، وعلل الدارقطني (٤/ ١٤/ ٤١٠) و (١١/ ٩٠/ ٢١٣٩)، وراجع الحديثين المتقدمين برقم (٧١ و ٥٠٩)].
• وانظر أيضًا فيمن وهم في إسناده على حماد: ما أخرجه أبو جعفر ابن البختري في الرابع من حديثه (٦١)، والضياء في المختارة (٥/ ٣٢/ ١٦٣٦).