"حديث حسن"، وفي التحفة (٩/ ٤٦٦/ ١٢٩٣٧)، والتغليق (٢/ ٣٨٤): "حسن غريب"].
وقال أبو علي الطوسي: "وحديث فليح بن سليمان: حديث غريب، رواه أبو تميلة ومحمد بن الصلت ويونس بن محمد، جميعًا عن فليح بن سليمان، عن سعيد بن الحارث، عن أبي هريرة".
وقال الحاكم عن حديث أبي هريرة: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، وشاهده: حديث ابن عمر" [بتصرف يسير].
وقال البغوي عن حديث أبي هريرة: "هذا حديث حسن غريب".
* ولحديث أبي هريرة طريق أخرى:
يرويها عبد العزيز بن عمران، عن محرز بن جعفر، عن جده الوليد بن زياد، قال: قال أبو هريرة -رضي اللَّه عنه-: ركن باب داري هذا أحبُّ إليَّ من زنتها ذهبًا، سلك رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- على داري الى العيد، فجعلها يسارًا، فمرَّ على عضادة داري مرتين في فداة واحدة.
أخرجه ابن شبة في أخبار المدينة (١/ ٨٨/ ٣٩٣).
وهذا إسناد واهٍ بمرة؛ عبد العزيز بن عمران بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف، المعروف بابن أبي ثابت: متروك، منكر الحديث [التهذيب (٢/ ٥٩١)]، ومحرز بن جعفر [المؤتلف للدارقطني (٤/ ٢٠٥٩)]، والوليد بن زياد [تاريخ دمشق (٦٣/ ٣٥٠)]: مجهولان.
* وله أيضًا طريق ثالثة:
يرويها يعقوب بن إبراهيم القاضي، قال: نا شيخ من أهل المدينة، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه كان يخرج في العيدين من طريق، ويرجع من طريق:
أخرجه أبو علي الطوسي في مختصر الأحكام (٣/ ٧٠ - ٧١/ ٥٠٨)، قال: نا علي بن مسلم، قال: نا يعقوب به.
وأبو يوسف يعقوب بن إبراهيم القاضي: صدوق، كثير الخطأ [اللسان (٨/ ٥١٨). وانظر في أوهامه مما تقدم معنا: فضل الرحيم (٣/ ٣٨٤/ ٣٠٠) و (٥/ ٣٢١/ ٤٤٠) و (٦/ ٢٠١/ ٥٣٣)]، وعلي بن مسلم بن سعيد الطوسي: ثقة.
وقد روى أبو علي الطوسي حديث ابن عمر وحديث أبي هريرة هذا بنفس الإسناد عن أبي يوسف القاضي، مما يعني أن الحديثين محفوظان عن أبي يوسف، وليس اختلافًا عليه، وبناءً على هذا:
فإن هذا الإسناد ضعيف؛ لأجل الشيخ المدني المبهم، وهو صالح في المتابعات، وهو مما يؤكد كون الحديث محفوظًا من حديث سعيد بن الحارث عن أبي هريرة، كما هو محفوظ أيضًا في صحيح البخاري من حديث سعيد بن الحارث عن جابر، واللَّه أعلم.
٥ - حديث سعد بن أبي وقاص: