أراه عن أبي مرة]. وأبو طاهر المخلص في الأول من فوائده بانتقاء ابن أبي الفوارس (٢٠٠)، وفي التاسع من فوائده بانتقاء ابن أبي الفوارس (٢١٨) (٢١٠٥ - المخلصيات)، وجعفر المستغفري في فضائل القرآن (٩٦٥ - ٩٦٧)، والخطيب في تاريخ بغداد (٢/ ١٨٣)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٢٩/ ٩٣).
وقع في رواية عمران بن عيينة [عند الترمذي والمستغفري:] أبو فروة الجهني.
وفي رواية عمرو بن أبي قيس [عند ابن أبي حاتم]: عن أبي فروة الهمداني.
وفي علل الدارقطني (٥/ ٣٢٩/ ٩٢٣): "يرويه أبو فروة مسلم بن سالم الجهني".
لكنه رجع فقال في الأفراد (٢/ ٤٣/ ٣٩٠٢ - أطرافه): "وهو عروة بن الحارث"؛ إلا أن يكون هذا التفسير من ابن طاهر صاحب الأطراف، والله أعلم.
وقال المستغفري: "أبو فروة الجهني: اسمه مسلم بن سالم النهدي".
قلت: الجهني هو: مسلم بن سالم النهدي، أبو فروة الأصغر، الكوفي، وهو: صدوق، من السادسة، بينما الهمداني هو: عروة بن الحارث، أبو فروة الأكبر، الكوفي، وهو: ثقة، من الخامسة، واحتمال كونه الهمداني أرجح؛ لأن ابن عيينة نسبه في روايته همدانيًا [كما سيأتي عند عبد الرزاق في المصنف]، وقال أبو نعيم: "اسمه عروة بن الحارث" [الحلية (٧/ ١٨٣)]، ولعله لذلك ترجم لهذا الحديث المزي في التحفة (٦/ ٣٩٨/ ٩٥٠١) بقوله: "عروة بن الحارث أبو فروة الهمداني، عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود"، واللّه أعلم.
قال البزار بعد أن رواه من طريق عمران بن عيينة: "وهذا الحديث لا نعلمه يروى من حديث أبي فروة عن أبي الأحوص عن عبد الله إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد".
وقال الطبراني (٨٨٧) [وقد رواه من طريق مسعر]: "لم يروه عن مسعر إلا أبو إسحاق الفزاري، تفرد به: عبد الله بن سليمان".
قلت: قد وهِم من وصل هذا الحديث، فقد رواه الحفاظ مرسلًا:
رواه سفيان الثوري، وابن عيينة، وزهير بن معاوية، وزائدة بن قدامة [وهم ثقات أثبات]، وحجاج بن أرطأة [ليس بالقوي]:
عن أبي فروة الهمداني، قال: سمعت أبا الأحوص، يقول: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في صلاة الفجر يوم الجمعة بتنزيل السجدة، و {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ}.
أخرجه عبد الرزاق (٢/ ١١٨/ ٢٧٣١)، وابن أبي شيبة (١/ ٤٧٠/ ٥٤٤٢)، وعلقه الترمذي في العلل (١٤٩)، والدارقطني في العلل (٥/ ٣٣٠/ ٩٢٣).
وهذا هو الصواب: مرسل بإسناد صحيح.
قال الترمذي: "سألت محمدًا [يعني: البخاري] عن هذا الحديث، فقال: روى عمرو بن أبي قيس، عن أبي فروة، عن أبي الأحوص، عن عبد الله.