للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

أبا حازم، يحدث عن سهل بن سعد - رضي الله عنه -، قال: كان بين حَيَّيْنِ من الأنصار من بني عمرو بن عوف كلامٌ، حتى تقاذفوا بالحجارة، فجاء الصَّرِيخُ إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -،. . . فذكر الحديث.

أخرجه الحاكم (٣/ ٧٧)، والطبراني في الكبير (٦/ ١٨٩/ ٥٩٥٨).

قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه هكذا، إنما اتفقا على ذلك في مرض النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي مات فيه".

قلت: وليس كما قال؛ فقد أخرجه الشيخان من وجوه عن أبي حازم، كما تقدم ذكره، وقد وهم فيه المقدَّمي حيث قال: فجاء الصريخ إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد أذَّن بلالٌ بصلاة الظهر، فانطلق النبي - صلى الله عليه وسلم - ليصلح بينهما، والثابت من حديث حماد بن زيد أنه إنما ذهب ليصلح بينهم بعدما صلى الظهر، ثم أدرك أبا بكر بعد ذلك في صلاة العصر، وقد خرجه البخاري في صحيحه (٧١٩٠).

قال ابن عبد البر في التمهيد (٢١/ ١٠١): "كذلك ذكر جمهور الرواة لهذا الحديث عن أبي حازم في الصلاة أنها العصر، والمؤذن أنه بلال".

ووهم المقدمي أيضًا -أو أحد الرواة عنه- في قوله: فأتاهم النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "يا أبا بكر! إنْ أُقيمتِ الصلاةُ فتقدَّم فصلِّ بالناس"، فقال: نعم، وقد روي عن المقدمي أيضًا خلافُ ذلك، فقال فسيه: فأتى بلالٌ أبا بكر، فقال: أتصلي حتى أُقيم؟ قال: نعم، وهذه الرواية هي الموافقة لحديث الجماعة، وقد ثبت من حديث حماد بن زيد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لبلال: "إن حضرتْ صلاةُ العصر ولم آتِكَ، فَمُرْ أبا بكر، فلْبُصَلِّ بالناس"، وبقية حديثه كالجماعة، ولعل المقدمي أُتي فيه من قِبَل التدليس، والله أعلم.

٢٢ - هشام بن سعد [مدني، صدوق، لم يكن بالحافظ، يهم ويخطئ]، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد الساعدي، قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى بني عمرو بن عوف ليصلح بينهم في شيء اختلفوا فيه، فلم يأت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أقيمت صلاة الظهر، وتقدَّم أبو بكر ليصلي بالناس وكبر، ثم دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فرآه الناس، فجعلوا يصفقون لأبي بكر، ليفطن بدخول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان أبو بكر - رضي الله عنه - لا يلتفت في صلاته، فلما سمع بفرج الصفوف خلفه عرف أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جاء، فاستأخر إلى الصف، فوضع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يده بين كتفي أبي بكر حتى قدَّمه إلى مقامه، فثبت أبو بكر قليلًا، ثم حمل حملةً واحدةً القهقرى، ودخل في الصف، فلما رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذلك تقدَّم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصلى لهم حتى قضى الصلاة، ثم سلم فأقبل على أبي بكر، فقال: "ما حملك يا أبا بكر على ما صنعتَ، ألا ثبَتَّ حين قدَّمتُك؟ "، قال: قد أردت ذلك، ثم إنه لم أر أنه ينبغي لابن أبي قحافة أن يتقدَّم أمام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم أقبل على الناس فقال: "إذا نابتكم نائبة فعليكم بالتسبيح، فإن التسبيح للرجال، والتصفيق للنساء".

أخرجه الطبراني في الكبير (٦/ ٥٧٤٩/١٣٢) [وسقط من المطبوعة ذكر هشام بن سعد بين الليث بن سعد وأبي حازم].

<<  <  ج: ص:  >  >>