في ماءٍ وطينٍ"، فلما رجع إلى معتكفه وهاجت السماء، فمُطرنا، فوالذي بعثه بالحق لقد هاجت السماء من آخر ذلك اليوم، وكان المسجد عريشًا، فلقد رأيتُ [رسول الله - صلى الله عليه وسلم - انصرف من صلاة الصبح][ليلة إحدى وعشرين][وإن] على أنفه [وفي رواية وهي الصواب: جبهته] وأرنبته أثر الماء والطين.
وفي رواية مختصرة: سجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في طينٍ، فكأني أنظر إلى أثر الطين على جبهته وأرنبته. ولفظ محمد بن عمرو مطول عند أحمد (٣/ ٢٤)، وإسماعيل بن جعفر، وأبي يعلى وغيرهم.
أخرجه البخاري (٢٠٤٠)، والنسائي في الكبرى (٣/ ٣٧٩/ ٣٣٢٧)، وابن خزيمة (٣/ ٣٤٤/ ٢٢٢٠) و (٣/ ٢٢٣٨/٣٥١)، وابن حبان (٨/ ٤٣٤/ ٣٦٧٧)، وأحمد (٣/ ٧ و ٢٤)، والحميدي (٧٥٦)(٧٧٣ و ٧٧٤ - ط. الداراني)، وعلي بن حجر السعدي في حديثه عن إسماعيل بن جعفر (٢١٠)، وأبو يعلى (٢/ ٤٦٢/ ١٢٨٠)، وابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (١/ ١٩٤/ ٣٠٣ - مسند ابن عباس)، وابن الأعرابي في المعجم (٣/ ١٠٠٩/ ٢١٥٨)[وقوله فيه: صلاة المغرب؛ وهمٌ من قائله]، والدارقطني في الأفراد (٢/ ٢٣٠ و ٢٣١/ ٤٨٤٨ و ٤٨٥١ - أطرافه)، وأبو طاهر المخلص في الثالث من فوائده بانتقاء ابن أبي الفوارس (٢٣٢)(٥٩٨ - المخلصيات)، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان (١/ ٣٣٤)، وأبو عثمان البحيري في الثامن من فوائده (٣).
قال ابن جرير: "والأرنبة: طرف الأنف" [تهذيب الآثار (١/ ٢١٣)].
وقال أيضًا: "الجبين: ما عن يمين الجبهة وشمالها من عظم الرأس، والجبهة بينهما" [تهذيب الآثار (١/ ٢١٤)].
• وقد ترجم البخاري لهذا الحديث من طريق هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير (٨٣٦) بقوله: "باب من لم يمسح جبهته وأنفه حتى صلى".
ووقع في بعض روايات البخاري [لأبي ذر الهروي، والأصيلي، والمستملي، وأبي الوقت، وهو في الأصول ثابت، كما في النسخة اليونينية (١/ ١٦٧ - ط. المنهاج وطوق النجاة)] زيادة بعد الترجمة وقبل الحديث، قال البخاري: "كان الحميدي يحتج بهذا الحديث، أن لا يمسح الجبهة في الصلاة" [وقد أثبتها ابن بطال في شرحه على البخاري (٢/ ٤٥١)، وكذلك البيهقي في سننه (٢/ ٢٨٥)، وزاد تفسيرها من عنده قائلًا: "لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - رُئي الماء والطين في أرنبته وجبهته بعد ما صلى"، وكذلك ابن رجب في الفتح (٥/ ٢٠٠)، وابن حجر في الفتح (٢/ ٣٢٢)، وغيرهم].
• وفي الباب أيضًا:
١ - عن عبد الله بن أنيس:
يرويه أنس بن عياض أبو ضمرة [ثقة]، قال: حدثني الضحاك بن عثمان، عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله [هو سالم بن أبي أمية: ثقة ثبت]، عن بُسر بن سعيد، عن