آخر وقع على الثوري في متنه، ثم قال:"والصواب ما ذكره غيره عن الثوري: أنَّه توضأ ثلاثًا ثلاثًا".
قال أبو زرعة:"أبو حية: لا يعرف اسمه، وهو ابن قيس الوادعي".
• قلت: أبو حية بن قيس الوادعي الكوفي: وثقه ابن نمير، وقال أحمد:"شيخ"، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن المديني وأبو الوليد ابن الفرضي:"مجهول"، وروى عنه أبو إسحاق السبيعي والمنهال بن عمرو - إن كان محفوظًا -، كذا قال أبو أحمد الحاكم، لكن قال أبو حاتم:"وهو أشبه"، يعني في كون المنهال روى عنه هذا الحديث [راجع الحديث (١١٤)]، وذكره مسلم في المنفردات والوحدان (٤٠٥) فيمن انفرد بالرواية عنهم أبو إسحاق السبيعي، لكن قال ابن حبان:"روى عنه أبو إسحاق السبيعي وأهل الكوفة"، مما يدل على عدم تفرد أبي إسحاق بالرواية عنه [الجرح والتعديل (٩/ ٣٦٠)، الثقات (٥/ ١٨٠)، طبقات ابن سعد (٦/ ٢٣٦)، العلل ومعرفة الرجال (٢/ ٤٨٢/ ٣١٧٢)، فتح الباب (٢٣٨٨)، التهذيب (١٠/ ٩٠)، الميزان (٤/ ٥١٩)، وقال:"لا يُعرف؛ تفرد عنه أبو إسحاق بوضوء علي ... "، وأولى منه قول الحافظ ابن حجر في التقريب (١١٣٨): "مقبول"، يعني: إذا توبع، وقد توبع في هذا الحديث كما ترى، لذا وثقه ابن نمير، وصحح له الترمذي وغيره].
وقد صحح له هذا الحديث الترمذي وابن السكن والضياء المقدسي والجوزقاني، واحتج به أبو داود والنسائي في صحاحه، وحسنه البغوي وابن القطان الفاسي [بيان الوهم (٤/ ١٠٨/ ١٥٤٦) و (٥/ ٦٦٢)، [وانظر: البدر المنير (٢/ ١١٤)].
قال الترمذي:"حديث علي أحسن شيء في هذا الباب وأصح؛ لأنَّه قد روى من غير وجه عن علي رضوان الله عليه".
وقال أيضًا:"حديث علي: رواه أبو إسحاق الهمداني عن أبي حية وعبد خير والحارث عن علي، وقد رواه زائدة بن قدامة وغير واحد عن خالد بن علقمة عن عبد خير عن علي: حديث الوضوء بطوله، وهذا حديث حسن صحيح".
وقال البغوي:"هذا حديث حسن"، وقال الجوزقاني:"هذا حديث صحيح".
***
١١٧ - . . . محمد بن إسحاق، عن محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة، عن عبيد الله الخولاني، عن ابن عباس، قال: دخل علي علي بن أبي طالب وقد أهراق الماء، فدعا بوَضوء، فأتيناه بتَوْرِ فيه ماء حتَّى وضعناه بين يديه، فقال: يا ابن عباس ألا أريك كيف كان يتوضأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قلت: بلى.
قال: فأصغى الإناء على يده فغسلها، ثم أدخل يده اليمنى فأفرغ بها على الأخرى، ثم غسل كفيه، ثم تمضمض واستنثر، ثم أدخل يديه في الإناء جميعًا فأخذ