وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين، فقد اتفقا على إخراج حديث أبي هريرة: في كل صلاة قراءة، فما أسمعنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسمعناكم،. . . الحديث، بهذه الترجمة [انظر الحديث المتقدم برقم (٧٩٧)]، وانفرد كل منهما ببعض التراجم عن عطاء عن أبي هريرة. [انظر: تحفة الأشراف (١٠/ ٦٣ - ٧٣ - ط دار الغرب)].
ومع ذلك فإن البخاري لما أخرج هذا الحديث في التاريخ الكبير (٤/ ١٥) قال: "ولم يسمع منه"، فلعله أراد: أن عطاء لم يذكر في هذا الحديث سماعًا من أبي هريرة، أو أراد: أن عطاء لم يسمع هذا الحديث من أبي هريرة، فلعله اعتمد في ذلك على ما رواه الأثرم عن أحمد قوله:"ورواية عطاء عن عائشة لا يحتج بها؛ إلا أن يقول: سمعت" [التهذيب (٣/ ١٠٣)]، فالله أعلم.
• وقد روي بإسناد آخر عن عطاء، لكنه ساقط، مسلسل بالضعفاء والمتروكين [عند: تمام في الفوائد (١٢٨٠)].
• هذا ما وقفت عليه من طرق هذا الحديث في المنهيات الثلاث، وكما رأيت فإنَّه حديث منكر، ومما يؤكد نكارته أن جماعة من التابعين قد رووه عن أبي هريرة بحديث: أوصاني خليلي بثلاث، دون شقه الثاني في المنهيات، ومنها الإقعاء الذي هو موضع الشاهد.
• وحديث: أوصاني خليلي بثلاث: حديث صحيح متفق على صحته، مروي من طرق كثيرة جدًّا، منها:
أ - ما رواه عباس بن فروخ الجريري، وأبو التياح يزيد بن حميد، وأبو شمر الضبعي:
عن أبي عثمان النهدي، عن أبي هريرة، قال: أوصاني خليلي بثلاثٍ: بصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى، وأن أوتر قبل أن أرقد [وفي رواية: أنام]، لفظ أبي التياح.
ولفظ الجريري والضبعي: أوصاني خليلي بثلاثٍ [وفي رواية: لا أدعُهنَّ حتى أموت]: النوم على وتر [وفي رواية: الوتر قبل النوم"، وصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى.
أخرجه البخاري في الصحيح (١١٧٨ و ١٩٨١)، وفي التاريخ الكبير (٤/ ١٥ - ١٦)، ومسلم (٧٢١)، وأبو عوانة (٢/ ٩/ ٢١٢٢ و ٢١٢٣) و (٢/ ٢٣٠/ ٢٩٥٤)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (٢/ ٣١٦/ ١٦٢٨ - ١٦٣٠)، والنسائيُّ في المجتبى (٣/ ٢٢٩/ ١٦٧٧ و ١٦٧٨)، وفي الكبرى (١/ ٢٦٤/ ٤٧٨) و (٢/ ١٥١/ ١٣٩٠ و ١٣٩١)، وفي الرابع من الإغراب (١٩٤)، والدارميُّ (١/ ٤٠٢/ ١٤٥٤) و (٢/ ٣١/ ١٧٤٦)، وابن خزيمة (٣/ ٣٠٠/ ٢١٢٣)، وابن حبَّان (٦/ ٢٧٧/ ٢٥٣٦)، وأحمد (٢/ ٤٥٩)، وإسحاق بن راهويه (١/ ١٠٠/ ١١)، والطيالسي (٤/ ١٤٥/ ٢٥١٤)، والبزار (١٧/ ١٦ و ١٧/ ٩٥٢٣ و ٩٥٢٤)، وابن