عبد الوارث، ومسلم بن إبراهيم، وأبو عامر عبد الملك بن عمرو العقدي، وبشر بن عمر الزهراني، وعثمان بن عمر بن فارس.
زاد أحدهم في إسناده عن أبي عامر العقدي: يونس بن عبيد، وقرنه بابن جدعان، وهي رواية منكرة بهذه الزيادة، وقد رواه إسحاق بن راهويه عن أبي عامر بدونها.
وعليه فإن هذا إسناد ضعيف؛ لأجل علي بن زيد بن جدعان، فإنه ضعيف، وشيخه وهو المتفرد بالرواية عنه: وثقه أبو زرعة وابن سعد [التهذيب (٤/ ٤٦١)].
وليس فيه ما يشهد لحديث يزيد الفارسي عن ابن عباس، والله أعلم.
• قال ابن العربي في أحكام القرآن (٢/ ٤٤٥): "وروي عن أُبي بن كعب: آخر ما نزل براءة، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمرنا في أول كل سورة بـ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، ولم يأمرنا في سورة براءة بشيء، فلذلك ضمت إلى الأنفال، وكانت شبيهةً بها".
قلت: لم أجده مسندًا، ولعله يرجع إلى حديث ابن مهران السابق ذكره، والله أعلم.
• وأما ما ذكره أبو داود معلقًا بقوله:
قال الشعبي، وأبو مالك، وقتادة، وثابت بن عُمارة: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يكتب {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} حتى نزلت سورة النمل، هذا معناه.
فهي مراسيل، لا تقوم بها حجة، وقد وصلها إلى أحد المذكورين، أو إلى غيرهم من التابعين: أبو داود في المراسيل (٣٥)، وعبد الرزاق في المصنف (٢/ ٩١/ ٢٦١٦)، وفي التفسير (٣/ ٨١)، وأبو عبيد القاسم بن سلام في فضائل القرآن (٢١٦)، وابن سعد في الطبقات (١/ ٢٦٣)، وأبو بكر الصولي في أدب الكتاب (١/ ٢٠)، وابن أبي حاتم في التفسير (٩/ ٢٨٧٣/ ١٦٣٠٣ و ١٦٣٠٤)، وأبو هلال العسكري في الأوائل (٢٤)، وابن أبي زمنين في تفسيره (١/ ١١٧)، وجعفر المستغفري في فضائل القرآن (٥٩٩ و ٦٠٣ و ٦٠٤ و ٦٠٥).
***
٧٨٨ - قال أبو داود: حدثنا قتيبة بن سعيد، وأحمد بن محمد المروزي، وابن السرح، قالوا: حدثنا سفيان، عن عمرو، عن سعيد بن جبير، -قال قتيبة فيه: عن ابن عباس-، قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يعرف فصلَ السورة حتى تنزِلَ عليه:{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، وهذا لفظ ابن السرح.
• حديث ضعيف، صوبه مرسل.
أخرجه من طريق أبي داود: أبو بكر الجصاص في أحكام القرآن (١/ ١٥)[وفي سنده سقط]، والبيهقي في السنن (٢/ ٤٢)، وفي الشعب (٢/ ٤٣٨/ ٢٣٢٩)، وابن عبد البر في الإنصاف (٦٣)، والضياء في المختارة (١٠/ ٣١٥/ ٣٣٦).