أخرجه البزار (٦/ ١١٧/ ٢١٧١).
وقال: "وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن عقيل إلا من هذا الوجه، وهذا الحديث أخطأ فيه مندل إذ جعله بهذا الإسناد، وإنما رواه يزيد بن أبي زياد عن سالم بن أبي الجعد عن جابر بن عبد الله".
وانظر أيضًا: الكامل لابن عدي (٤/ ١٩٩)، الأفراد والغرائب للدارقطني (٢/ ٣٤٧/ ١٥٦١ - أطرافه)، تلخيص المتشابه في الرسم (١/ ١١٤).
قلت: والأول أشبه، وأيًّا كان فإن مندل وحبان ابني علي: ضعيفان، ورواية الجماعة من الثقات الأثبات هي المحفوظة عن يزيد، والله أعلم.
وحديث عقيل بن أبي طالب هذا: منكر سندًا ومتنًا، أما السند فقد علمت ما فيه، وأما المتن فقد جعله حبان بن علي من قول النبي - صلى الله عليه وسلم - والمحفوظ من فعله.
• وقد روى حديث جابر هذا جماعة من الضعفاء منهم:
الربيع بن بدر [متروك]، ومحمد بن عبيد الله العرزمي [متروك]، وعثمان بن عبد الرحمن الجمحي البصري [ليس بالقوي]:
ثلاثتهم: عن أبي الزبير، عن جابر: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يتوضأ بالمد، ويغتسل بالصاع.
أخرجه ابن ماجه (٢٦٩)، وعبد بن حميد (١٠٧٠)، والطبراني في الأوسط (٤/ ٣٤١/ ٤٣٨٠)، وابن عدي في الكامل (٣/ ١٣١) و (٥/ ١٦٢) و (٦/ ٩٨)، والسهمي في تاريخ جرجان (٣٠٩).
لا يصح هذا عن أبي الزبير.
• وله طرق أخرى لا تصح أيضًا عن جابر:
انظر: مسند الطيالسي (١٨٠١)، الكامل (٥/ ١٢)، المتفق والمفترق (٢/ ٨٦٥/ ٥١٥).
• والمحفوظ عن جابر في هذا الحديث:
هو ما رواه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين، أنه كان عند جابر بن عبد الله هو وأبوه وعنده قوم، فسألوه عن الغسل؟ فقال: يكفيك صاع. فقال رجل: ما يكفيني. فقال جابر: كان يكفي من هو أوفى منك شعرًا وخير منك، ثم أمنا في ثوب.
وفي رواية جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر، قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا اغتسل من الجنابة صبَّ على رأسه ثلاث حفنات من ماء.
فقال له الحسن بن محمد: إن شعري كثير؟ قال جابر: فقلت له: يا ابن أخي، كان شعر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أكثر من شعرك، وأطيب.
رواه عن محمد بن علي جماعة بألفاظ متقاربة، يزيد بعضهم على بعض، وهذان اللفظان في الصحيح.